رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بطولات «فاطمة» على الكرسي المتحرك.. بطلة كاراتيه عالمية و«ميكب آرتيست» للعرائس

كتب: آية المليجى -

03:09 ص | الأربعاء 29 ديسمبر 2021

فاطمة بطلة كاراتيه على الكرسي المتحرك

روح قوية وعزيمة حديدية آبت أن تصبح أسيرة لإعاقة أفقدتها الحركة فتحدتها وأصبحت بطلة العالم في الكاراتيه، ومن جديد تتكرر المعجزة في حياة فاطمة أحمد، حين أصيبت بإعاقة أخرى في يدها تغلبت عليها وأظهرت قوتها الخفية، فاتخذت من «ميك آرتيست» مهنة لها أبرزت موهبتها وتحديها المستمر.

ربما لم تنعم «فاطمة» منذ طفولتها بحياة مثل قريناتها، فسرعان ما داهمها مرض شلل الأطفال، حرمها من الحركة الطبيعية وشقاوة الأطفال المعهودة، فاعتمدت على الجهاز التعويضي وعكاز، ليحقق لها جزء من حلمها بالحركة، وتطمح بمنافسة أشقائها في ممارسة رياضة الكاراتيه.

حب «فاطمة» للكاراتيه بدأ من الطفولة

«كنت بشوفهم بيلعبوا كاراتيه وحبيت ألعب زيهم» آملت الصغيرة «فاطمة»، آنذاك، في الانضمام مع أشقائها، واكتساب مهارات لعبة تزيد من تحديها وقوتها بالدفاع عن النفس، لم يكن الطريق سهلًا لكنها ظلت تحاكي أشقائها في حركات الرياضة التي أحبتها «رغم الصعوبة لكن أنا حبتها ولقتها لعبة لذيذة وقوية».

تعلقت «فاطمة» بحب الكاراتيه وأبرزت موهبتها في تأدية الحركات خاصة بيديها، فوقتها لم تكن رياضة الكاراتيه مندرجة في بطولات متحدي الإعاقة: «كان المدرب مركز أكتر على حركات إيدي»، ظلت الأمور تسير على هوى الفتاة الجامعية بكلية الآداب وقتها، حتى جاء القدر ليغير مسار حياتها.

حادث ميكروباص أصاب «فاطمة» في ذراعها

فذات يوم كانت «فاطمة» في طريقها للكلية، مستقلية الميكروباص، لا شيء يدور ببالها سوى اليوم الدراسي وحلمها بالحصول على الشهادة الجامعية، لكن حادث أدى لانقلاب الميكرباص وتصاب بكسر في ذراعها الأيمن وتقطيع بالأربطة «جلدي كان بيتشال والحادثة مأثرة عليا لغاية دلوقتي».

إعاقة أخرى لاحقت بجسد «فاطمة» ففضلًا عن شلل الأطفال، أجريت أكثر من 9 عمليات بذراعها الأيمن «كانت عمليات ترقيع عضم وجلد»، ورغم ما أصابها إلا أنها أصرت على دخول الامتحانات، فلا شيء يثنيها عن حلمها «ماما كانت بتنزل تجبلي المحاضرات والكتب وأفضل أذاكر».

«ميكب آرتيست» هواية «فاطمة» تحولت لمهنة

تفرغت «فاطمة» للدراسة وتوقفت عن ممارسة الكاراتيه، حتى حصلت على شهادتها الجامعية، ومنها إلى سوق العمل في مجال أحبته «الميكب آرتيست»: «من صغري وكنت بحب الميكب»، حصلت على دورات تدريبية متخصصة، لتتلقى ردود الفعل والتعجب من المتدربين الذين أبدوا إعجابهم بتحديها لإعاقتها «الكل كان بيستغرب يقولي إزاي هتقدري». 

بدأت «فاطمة» تمارس مهنتها وسط المعارف وأصدقائها حتى ذاع صيتها شيئًا فشيء، وعرفها الناس بقدرتها رغم إعاقتها الحركية: «كانوا بيشجعوني أكمل.. وكانوا بيشوفوا شغلي ويشكروني».

قصة حب على الكرسي المتحرك.. بدأت من النظرة الأولى

وفي وسط الرحلة الممتعة، أدخل القدر الفرحة مرة ثانية لـ«فاطمة»، حين التقت بحبيب العمر لأول مرة في «إيفنت» متخصص عن ذوي الإعاقة: «هو بيدي تنمية بشرية في الإيفنت وكمان هو قاعد على كرسي متحرك»، نظرات إعجاب ثم تعارف زاد من تقاربهما ونشأ بينهما الحب الذي تكلل بالزواج وأنجبت ابنها «حمزة». 

تعارف «فاطمة» على زوجها أعاد إليها حلم الكاراتيه من جديد، حين انضم زوجها إلى منتخب الكاراتيه لمتحدي الإعاقة، وحصد المركز الثاني عالميًا في بطولة إسبانيا، ليعيد بداخلها روح الممارسة من جديد «قولت لازم أعمل زيه.. وابني يكون فخور بيا». 

عادت السيدة الأربعينية من جديد لممارسة الكاراتيه على الكرسي المتحرك «لازم أقعد على الكرسي وأنا بلعب.. لكن أنا بمشي بالجهاز التعويضي»، لتلتحق بالبطولات العالمية وكان آخرها في شهر نوفمبر الماضي، التي كانت في دبي، ليفاجئها القدر بحادث جديد كاد أن يفقدها الأمل.

الميدالية البرونزية هدية «فاطمة» لطفلها

«وأنا نازلة من الأتوبيس وقعت على دراعي.. كنت بعيط عشان حلمي اللي بيضيع»، أخبرها الطبيب بعدم قدرتها على المشاركة في البطولة، لكنه الأمر المرفوض بالنسبة لها: «كان ناقص على الماتش 3 أيام قولتله لازم ألعب البطولة كنت بعيط»، حرمها الطبيب من ممارسة التدريبات قبل البطولة لعدم تعرض ذراعها للإجهاد الزائد، وفي يوم المباراة لم ترى شيئًا سوى الفوز حتى يفخر طفلها: «الحمدلله ربنا كرمني بالميدالية البرونزية.. كانت عشان ابني ويفتخر بيا».

تحدي «فاطمة» لإعاقتها أوصلت من خلاله رسالة بأن لا شيء مستحيل في الوصول إليه: «مفيش حاجة مستحيلة وكل حاجة لازم نجرب ونتحدى نفسنا.. كل حاجة فيها صعوبة ونتحدى ونكون أقوى منها».