بالنظر إليها للوهلة الأولى تظن أنها أكلات حقيقية، تكاد تشم رائحتها لدقة تفاصيلها وبراعة التصميم، لكن بالتركيز ستجد أن هذه المجسمات الصغيرة عبارة عن صلصال حراري.

«دينا عقبة» مهندسة ديكور محترفة فن المصغرات منذ أكثر من عشر سنوات، وبدأت التسويق لمنتجاتها بعدما انبهر رواد السوشيال ميديا بمنتجاتها.

موهبة بالصدفة

تقول دينا عن تفاصيل دخولها عالم المصغرات لـ «هن»: «أنا أصلا من مصر وبعد التخرج اتجوزت وسافرت السعودية، ومعرفتش أشتغل كـ مهندسة ديكور هناك عشان كان وقتها صعب إن الستات يتنقلوا من بيت لبيت، فاستغليت موهبتي وبقيت ادي دروس فن لصحاب ولادي وبساعدهم في مشاريع التخرج المدرسية».

مجسمات بحجم عقلة الإصبع

في مرة من المرات سافرت «دينا» تايلاند ومن هنا اكتشفت موهبتها بمحض الصدفة، حينما رأت مجسمات «المغناطيس التلاجة» وكانت أسعارها مبالغ فيها، فقررت مهندسة الديكور الموهوبة شراء واحدة محاولة منها لتقليدها على طريقتها الخاصة.

وتتابع «دينا» حديثها: «عرفت المادة الخام اللي بيتعمل منها المجسمات، وقعدت أجرب واتفرجت على فيديوهات تعليمية على اليوتيوب واتعلمت كتير، وبدأت أعمل المادة الخام بنفسي وفضلت أدخل فيها مواد تانية زي الخشب والسيراميك والإزاز».

فضلت دينا أن تتخصص بعمل الأكلات المصرية لأنها غير متوافرة في الدول الأجنبية، وبعد تصميمها لمصغرات الأكل فكرت بعمل مجسمات على هيئة صحون وملاعق لتصبح لوحة متناغمة، واستعانت بفن آخر وهو إعادة التدوير لدمج الصلصال بمواد أخرى.

أضافت دينا لـ «هن»: « أنا في الأساس بشتغل بعجينة السيراميك والملح والمواد الخام رخيصة جدا، ومستعملتش نوع العجينة التانية عشان بتكون غالية جدا، وفضلت العجينة اللي بشتغل بيها عشان أرخص بكتير».

من أحلام دينا أن يأخذ فن المصغرات شهرته على نطاق واسع في مصر، وتقول:« احنا عندنا مواهب لا تقل قيمة عن مواهب برة، بس محتاجين ننمي نفسنا ونلاقي المواد الخام بسهولة في مصر، لأنها مش كلها بتبقى متوفرة وبيضطر الناس يطلبوها أونلاين بأسعار غالية».

دينا حاليا مستقرة في البحرين، ومن حين للآخر تعرض منتجاتها في «بازارات» تابعة للسفارة الأمريكية والهولندية والفرنسية وغيرها من الدول الأخرى، وتجد مصغراتها تفاعلا كبيرا من قبل الزوار، وفي عطلات الكريسماس يكون الإقبال على المنتجات كبيرا، للاحتفاظ بها كـ تذكار عند عودة السياح لبلدانهم خاصة أن أحجامها صغيرة.

تتابع دينا: «أنا بعمل ماركتينج لشغلي عن طريق السوشيال ميديا، وبيكون شكل المجسم على حسب طلب العميل، وكنت بدي وورك شوب في البيت لكن بسبب كورونا خليته أونلاين، وحبيت أعلم الناس الموهبة بتاعتي فعملت قناتين واحدة عربية والتانية أجنبية، وكان التفاعل على الأجنبية أكتر عشان الأجانب بيقدروا النوع ده من الفن».