كتب: هبة سعيد -
08:36 م | الثلاثاء 16 نوفمبر 2021
«المأذون يدخل من الباب، الحب يخرج من الشباك».. أحد الأمثلة الشعبية الشائعة التي تشير إلى فقدان الحب في بعض الزيجات عقب الزواج، ربما بسبب الدخول إلى روتين الحياة الزوجية، ومسؤوليات الحياة التي تلقي عائقًا على الأزواج، ورغم ذلك تجد بعض العلاقات الزوجية الناجحة في استمرار وجود الحب بينهما، وكسر الملل الذي يتكون داخلها، فما الذي يفعله هؤلاء الأزواج لاستمرار شرارة الحب بينهما؟.
وربما كان من أكثر المشاهد السينمائية انتشارًا التي حرزت تفاعلًا بين رواد التواصل الاجتماعي، مشهد الفنانة منة شلبي مع أحمد حلمي في فيلم «آسف على الإزعاج»، إذ كان يطلب منها الزواج بناء على قصة حبهما إذ ترد عليه قائلة: «الحب مش أمنية يا حسن.. الأمنية إن الحب ده يدوم»، وكانت هذه الكلمات طلب يتردد من السيدات لأزواجهن، والفتيات في علاقتهن خوفًا من فقدان ذلك الحب بعد الحياة الزوجية وفقًا لمقولة: «الزواج مقبرة الحب».
رنا سمير صاحبة الـ 36 عامًا إحدى السيدات التي كللت قصة زواجها بالفشل بعد قصة حب دامت لـ7 سنوات، تروى لـ«هن» قائلة: «إحنا كنا بنحب بعض قبل الزواج، بس بعد الجواز بسنتين بدأت كل حاجة تتغير لحد ما اكتشفت خيانته»، مضيفة أنها طلبت الانفصال وكان مبرر زوجها لخيانته أنه افتقد الحب الذي كان بينهم وعلاقتهم أصبحت مملة، لذا يبحث عن ذلك الحب خارج إطار علاقتهم.
قد تمر سنوات ولم يتذبذب الحب في بعض الزيجات، مثلما حدث مع أحمد هشام الذي يبلغ من العمر 29 عامًا، إذ يحرص دائمًا على كسر روتين الحياة الزوجية والخروج من الملل ومشاركة زوجته الأنشطة المختلفة، قائلا: «ممكن نحس بملل أوقات، نتخانق بس ده مش بيفقدنا الحب اللي بينا» وأن الحب بين الأزواج يمكن استمراره عند عدم الاستسلام لأعباء الحياة، فالحياة قائمة على المشاركة.
وفي ذات السياق، علق كريم الشاذلي كاتب وباحث في مجال العلوم الإنسانية لـ«هن»، بأنه هناك فرق بين نشوة الوقوع في الحب واستمرار الحياة، وتعلق الأزواج على مقولة «الحب اللي بينا خلص»، مبرر لا يصح إلقاء عاتق فشل العلاقة عليه، إذ يلزم من البداية عدم رفع سقف التوقعات، والاعتقاد بأن نشوة الحب تستمر طوال العلاقة، لأن الحياة الزوجية تأتي برتابتها لذلك نقول أن الحب صنعة.
وأشار «كريم» إلى أن الطرفين ليسوا بحاجة لبذل مجهود لاستمرار الحب، ولكنهم أكثر احتياجًا لمداومة الاحترام المتبادل بينهما، والحرص على تقدير كل ما يقم به الطرف للآخر، موضحًا أنه يلزم على الزوجين تهوين أعباء الحياة على بعضهما، كما نصح بعدم الاتكاء على المشاعر كعنصر أساسي للحفاظ على العلاقة الزوجية، فكل ذلك من أساسيات العلاقات الناجحة، لأن الحياة بعد الزواج تختلف عن نظيرتها.
