رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«الطفلة البطلة».. «أسيل» تفقد كف يدها بعد بطولة كرة السرعة: هرجع ألعب تاني

كتب: آية المليجى -

02:21 ص | الثلاثاء 09 نوفمبر 2021

أسيل بطلة كرة السرعة بعد فقدان كف إيديها

أجواء ليلة حماسية سكنت الفرحة قلبها الصغير، فملامح حلمها بدأت تتشكل، «أسيل محمد» صاحبة الـ13 عاما، مشاركة بإحدى بطولات كرة السرعة، انتهت المباراة واستقلت مع فريقها الأتوبيس الخاص، تنتظر العودة لأحضان والدتها، بكفر الشيخ، تقص عليها أحاديث ممتعة، لكن القدر أبدل أحلامها، حيث حادث الأتوبيس الذي نجت منه بأعجوبة فاقدة «كف يديها اليسرى».

يوم ما زالت تفاصيله محفورة في قلب الأم شيرين الريفي، في أغسطس الماضي، فالقلق كان مصاحبا لها، منذ أن ودعت طفلتها «أسيل» للالتحاق بالبطولة، حيث القاهرة، احتضنتها بشدة وتمنت لها التوفيق، وعلى مدار اليوم بأكمله ظلت تتواصل معها وتشاركها فرحتها بالمباراة «كانت بتحب كرة السرعة وبتحلم بالبطولات فيها».

القلق كان ماسكني ومش عارفة إيه السبب

ربما لم تدرك الأم الأربعينية سببا واضحا للقلق الذي تملكها حين أخبرتها الصغيرة باستقلال الأتوبيس الخاص والعودة للمنزل، وبالفعل تبدل شعور الأمل والسعادة للخوف والفزع حين عرفت حادث أتوبيس ابنتها «عرفت من صحبتي لأن ابنها كان مع أسيل».

دارت الدنيا من حولها، هرولت مع والدها، قاصدين مستشفى بركة السبع، وسط كلمات مطمئنة من المسؤولين عن الفريق، لكن مجرد وصولها ورؤية ابنتها والدماء تغطي وجهها فاقدة للوعي، لم تتمالك «شيرين» أعصابها ظلت تنادي على ابنتها بصوت عالٍ وكأنها تنتظر مجيئها «مكنتش مستوعبة ولا فاهمة حاجة فضلت أقولهم فين بنتي؟».

عشت كابوس تقيل مش مصدقة إني حاضنة كف إيد بنتي

ساعات متواصلة لم تدرك خلالها «شيرين» ما أصاب ابنتها، حتى انتقلت إلى مستشفى شبين، وهناك كانت الصدمة حين أزاحت الملاءة وكشفت عن قطع كف يديها «فجأة شفتها من غير إيد.. اللحظة دي مكنتش حاسة بأي حاجة مش مستوعبة إني شايلة كف إيدها في حضني».

كابوس ثقيل لم تفق منه هكذا رسمت «شيرين» ما يجري حولها، حتى خرجت ابنتها من غرفة العمليات، لم تحتج الأم الأربعينية تهيئة الظروف لصغيرتها لإخبارها ما حدث، فهي بالفعل تدرك إصابتها «هي شافت الحادثة بتفاصيله وعرفت كل حاجة».

على مدار شهر ونصف مكثت «أسيل» في العناية المركزة تواجه الألم الجسدي والنفسي، يحاول والداها تهدئة روعها وإزالة الحزن من على قلبها مع جلسات تأهيل نفسي «كانت طول الوقت بتسأل ليه حصلها كدا.. كانت حاسة أن الكل هيبعد عنها».

لعبت أسرة «أسيل» الدور المعنوي، لتحسين حالتها النفسية ومساعدتها على تقبل الوضع الجديد «كانوا صحابها بييجوا وكل اللي بيحبوها ودا حسن من حالتها»، ومع خروجها من المستشفى بعد شهر ونصف وعودتها للمنزل قطع الأبوان رحلة جديدة مع ابنتها الصغرى.

«أسيل» رافضة حد يشوف دراعها

«الوضع في البيت كان مختلف» فالطفلة صاحبة الـ13 عاما، أصبح عليها مواجهة إصابتها، رفضت رؤية ذراعها اليسرى دون وجود «الكف» ارتدت ملابس ذات أكمام طويلة، والبكاء ظل مصاحبا لها «أول مرة شافت دراعها من غير الكف انهارت من العياط».

تدريجيا حاولت الأم مساعدة طفلتها وتعويدها على الاعتماد على نفسها «بدأت تشيل الصينية لوحدها وتتسند على دراعها»، ومع عودتها للنزول للمدرسة بدأت تتأقلم وشعرت بحب زملائها أكثر «الدنيا دلوقتي بالنسبة لها أهدى بقت راضية أكتر بقضاء ربنا».

فقدان كف ذراعها لم يفقدها حبها لكرة السرعة، لتعود مرة أخرى إلى مدربها رفقة زملائها بالفريق، ويزداد حماسها حين أمسكت بالمضرب وتمكنت من فوز زملائها «هي عاوزة ترجع تلعب تاني وبقى عندها حافز أكبر من الأول.. وإحنا في ضهرها راضين بقضاء ربنا وهتكون أحسن من الأول».