رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«رحمة» اترمت في الشارع بعد 23 سنة زواج و«لقت الطبطبة» مع القطط: بتكلمهم وبيفهموها «صور»

كتب: آية أشرف -

09:33 ص | الإثنين 08 نوفمبر 2021

رحمة كليمة القطط

بهيئتها البسيطة وملابسها غير المتكلفة، تسير في تمام الثامنة صباح كل يوم، مستندة على الجدران، وكأنها تلقي عليها حملها المثقل من مشقة الطريق، وإرهاق المواصلات، مختبئة داخل خمارها الواسع، في رحلة بحث عن قطط الشوارع بالأزقة والطرقات، وربما يبحثون هم عنها، في شوارع منطقة الدقي الرئيسية والجانبية، حيث يحاوطونها فور وصولها، حاملة قوت بطونهم بين يديها المشحونتان بعطف الأم، من أكياس طعام تحوي هياكل الدجاج، وقطع التونة، وبواقي الجِبن التي يفضلوها، تسير ويسيرون خلفها بانتظام، توجه لهم الأوامر، وينفذونها على الفور، تتحدث إليهم، ويستجيبون إليها، كما لو كانوا يفهمون جيدًا ما تنطق من حروف، ويقرأون بتمعن تعبيرات وجهها الباسم. 

«رحمة» تعيش سنوات القسوة

43 عاما عاشتهم «رحمة»، لم ينعم عليها القدر خلالهم بحياة هنيئة، بعدما تزوجها صاحب إحدى محلات الذهب منذ 30 عاما، وتوجه بها إلى الغردقة لبناء حياة جديدة، بعيدًا عن صخب العاصمة، إلا أنها لم تستطيع تجنب مشكلات والدة زوجها، وعدم إنجابها، لتنتهي الزيجة بالطلاق عقب 23 عامًا، وتترك للشوارع دون مأوى أو حقوق، قبل أن تعود إلى والدتها كما غادرتها قبل عقدين من الزمان، حتى أصبح الشارع مصدر رزقها هي ووالدتها، لا عائل ولا سند لهما بالحياة. 

رحيل شقيقتها يمنحها فرصة الأمومة 

حرمان «عاشقة القطط» من الإنجاب، لم يحرمها من إشباع شعورها بالأمومة، بعدما لفظت شقيقتها أنفاسها الأخيرة منذ 4 سنوات، تاركة لها 3 فتيات، ووصية بتربيتهم وعدم تركهم لوالدهن: «وصتني عليهم، أبوهم مبيشتغلش وبيشرب مخدرات، ودول بنات 7 سنين و11 و14 سنة، أنا اللي أخد بالي منهم، إلا ممكن يضيعوا». 

منزل صغير مكون من غرفة واحدة وصالة، بمنطقة متطرفة في حي العجوزة، تستأجره شهريا مقابل 450 جنيهًا، كان أول خطوة من السيدة الأربعينية، للحفاظ على بنات شقيقتها، وفقًا لما ذكرته لـ«هُن»: «أمان ليهم، وجبتلهم كلب كمان يحرصهم، لما أكون بره، بس إيجاره غالي أوي عليا، خصوصًا إني مش معايا شغل». 

رزقي رايح للبنات والقطط.. بكلمهم ويفهومي 

مشهد يخطف أنظار المارة بشوارع الدقي، حيث تجلس «رحمة» رفقة عجوز أخرى تبيع المناديل على الرصيف، وحولهما القطط، تطعمهم صاحبة الأربعينية، وتوجه لهما حديثها لينفذوه على الفور: «أنا لاقيت في القطط طيبة ملقتهاش في البني آدمين، فلازم أرعاهم، أمي بتنزل تبيع مناديل، وهي ست عجوزة، وأنا بشوف رزقي، لو حد عاوز طلب أجيبهوله أخد بالي من حاجته، وده لقمة عيشي اللي عايشة منها».

لا تتمنى السيدة أكثر من 50 جنيها في اليوم، تكفي مواصلاتها، وطعام بناتها، وطعام القطط: «باجي الدقي من 8 الصبح وعلى العشاء أمشي، أول ما بتُرزق معايا، أني أكفي مواصلاتي وأكل للبنات وأكل للقطط، كل يوم الصبح أجيب للقطط شنطة هياكل الفراخ ولا تونة من 10 لـ20 جنيه، عشان ياكلوا، بيحبوني ويفهموني»