الصيد هواية يعشقها الكثيرون، ليس فقط صيد الأسماك أو الحيوانات البرية، وإنما كذلك صيد الطيور لتناولها وطهيها، ويلجأ العديدون للصيد باستخدام البندقية، ورمي الطيور والحيوانات بالرصاص، الأمر الذي يثير التساؤلات حول إجازة تناول تلك الطيور ومدى تحريمها.

حكم طهي وأكل الطيور من الصيد بالبندقية

وسلطت دار الإفتاء المصرية، الضوء على هذا السؤال الشائع، موضحة أنه وفقا لمذهب السادة الحنفية، فأن الصيد بالبندقية، يجوز شرعًا، وعلى الصائد إن وجد صيده حيًّا بعد رميه بالرصاص أن يذكيه الذكاة الشرعية، وإن وجده ميتًا بسبب ذلك الرمي حلَّ أكله.

وأوضح الحنفية عدة شروط لآلة الصيد، وهي:

- أن تَجرَح، أي تُسيل الدم.

- أن لا تقتل بثِقَلها، بل بحدِّها، ولذلك قالوا: «إذا رمى الصيدَ بسهم فقُتِل الصيدُ بعَرْض السهم لا بحدِّه حرم الأكل إلا أن يجرح عرضُ السهم الصيدَ».

لماذا أحل الصيد بالبندقية؟

وشرح المذهب سبب إجازة الصيد بالبندقية، متطرقا لبعض الكتب والتفسيرات التي توصلت للأمر.

وأكد المذهب أن آلة الصيد لا شك أنها تقتل بحدها لا بثقلها، كما أنها تجرح الصيد، وهو معنى الخزق الوارد في حديث عدي: «وَإِذَا رَمَيْتَ فَسَمَّيْتَ فَخَزَقْتَ فَكُلْ، فَإِنْ لَمْ يَنْخَزِقْ فَلَا تَأْكُلْ».

وألَّف بعض المعاصرين رسالة انتصر فيها لحل أكل ما صيد ببندق البارود والرصاص وأسماها: «تحفة الخواص في حل صيد بندق الرصاص»، ونسج هذه الرسالة وفق مذهب الحنفية، كما ألَّف ابن بدران الدمشقي أيضًا رسالة أسماها: «درة الغواص في حكم الذكاة بالرصاص» انتصر فيه أيضًا لحل الصيد بالبنادق المعروفة في عصرنا.

ومن جانبه، فإن الصيد بالبنادق المعروفة الآن جائزٌ - وَفق مذهب الحنفية- ، وعلى الصائد إن وجد صيده حيًّا بعد رميه بالرصاص أن يذكيه الذكاة الشرعية، وإن وجده ميتًا بسبب ذلك الرمي حلَّ أكله..