رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«حنان» تحلم بعلاج لتجميل وجهها من الحروق: أهلي شالوا المرايات

كتب: ندى نور -

02:52 م | الخميس 07 أكتوبر 2021

حنان أشرف من مصابي الحروق

لم تعش مثل باقى أقرانها طفولة عادية، بل فرضت عليها الظروف الجلوس داخل غرفة مغلقة في منزلها، خشية أن يشاهدها أحد، بعدما تسببت الحروق في تآكل وجهها الطفولي، لتعش حياة مظلمة تحت رايات المنع الذاتي، حرمت من أجواء اللهو والانطلاق مثل باقي أطفال جيلها، وتخطت مراحلها التعليمية في عزلة وانكسار.

نيران غادرة وغلطة مدمرة

قبل الثامنة من عمرها، كانت حياة حنان أشرف السيد، مليئة بالنشاط والحيوية، تتحرك هنا وتجري هناك، تداعب الكبار وتلهو مع الصغار، قبل تنتكس أيامها بفعل ألسنة النيران الشديدة، التي التهمت وجهها البريء أثناء وضعها الجاز على البوتاجاز، وظلت تنهش في طبقاته حتى تحول لونه إلى سواد وتآكلات ملامحها، فيما لم تهدأ صرخاتها ولم تخمد آلامها وأوجاعها، رغم السيطرة على النيران الغادرة.

صرخات «حنان» دوت في كل مكان، ليسرع إليها والدها، ويلجأ بها إلى أقرب صيدلية في مدينة الإسكندرية، لتواجه مصيرا محتوما بتشوه وجهها بالكامل، وفق حديثها لـ«هُن»: «لما وشي اتحرق بسبب الجاز، روحنا الصيدلية بدل ما الصيدلي يقولي روحي المستشفى، لأني حرق من الدرجة الثالثة، حاول يشيل السواد من على وشي، وتأخيري أني أروح المستشفى كان أكبر غلطة».

إخفاء وصدمة وقرار

الحادث فرض حالة طوارئ مشددة داخل منزل «حنان»، حيث حاول أهلها إخفاء واقع تشوه وجهها عنها بشتى السبل، خوفا عليها من الصدمة، لكن لم تمنعها المساعي غير المفهومة وقتها، من اكتشاف الحقيقة، ورؤية وجهها في عيون كل من ينظر إليها بدون رحمة أو شفقة، خوفا من وجهها الذى أكلته النار: «أهلي كانوا بيشيلوا مني أي مرايه ممكن أشوف فيها وشي، ولما كنت بخرج الناس كانت بتبص عليا بطريقة غريبة، نظرات مفيش فيها أي شفقة أو رحمة».

مرت الأيام مريرة على «حنان»، حتى بلغت من العمر 21 عامًا، حاولت خلال تلك السنوات الابتعاد عن البشر وتجنب مخالطتهم، لكنها بعد تفكير طويل، قررت مواجهة الجميع، والخروج إلى الحياة لاستكمال دراستها، حتى ترسم لنفسها مستقبلا جديدا، لتحصل على معادلة للالتحاق بكلية تجارة، بعد اجتياز مرحلة الدراسة بالمعهد التجاري في الإسكندرية.

خضعت الفتاة لعدة عمليات ترقيع في وجهها، تساعدها ممارسة حياتها بصورة أقرب للطبيعي، لكن بعد اجتياز عدة مراحل، كانت أحلامها تقف عند منطقة محددة، تعيد بعدها نفس الرحلة من جديد: «فمي مكانش بيتفتح غير لمعلقة الشاي، وعملت عمليات ترقيع، علشان وشي يرجع، بس مفيش فايدة، مفيش دكتور بيكمل معايا للآخر».

قسوة المجتمع تزيد الأوجاع

«نفسي الناس ترحمني من نظراتهم»، رغم قسوة الأوجاع التي تعانيها ابنة الإسكندرية، وتأثر حالتها النفسية بشدة، إلا أن الأعين لم ترحمها، لتقرر أن توجه رسالة مؤثرة إلى كل من يراها لعلها تجدي: «أقولهم الشكل مالوش علاقة بالشخصية، ومتحكموش على الناس بالمظهر، وارحمونا، لأن الموضوع بيبقى صعب على أي مريض حروق».

ليس أمام «حنان» الآن، سوى حلم واحد، تتمنى تحقيقه، ليعود وجهها إلى صورته الجميلة من جديد: «نفسي أي دكتور تجميل أو مستشفى أهل مصر، تتبني حالتي، وأعرف أنا علاجي إيه، لأني تعبت ووشي تعب من كتر العمليات، نفسي على الأقل مكان الحروق يختفي، مش بطلب أنه يرجع زي الأول».