رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حكايات الآلم والانتصار على لسان مريضات سرطان الثدي: اتولدنا من جديد بفضل حبايبنا

كتب: غادة شعبان -

08:21 ص | الإثنين 04 أكتوبر 2021

أرشيفية

وسط تلك الآلام المزعجة التي تحمل الوجع تفكر في المحيطين بها، هل ستعيش معهم..كم سيتبقى من الوقت لتقضي وقت أطول في حضن طفلتها، هل ستتحمل الكيماوي؟.. وإلي أي درجة سينتشر السرطان في جسدها.. هل سيكتفي بالثدي أم سيتغلغل مستوطنا في باقي أعضائها، أسئلة عدة تفكر بها مريضة السرطان وبخاصة سرطان الثدي.

مع تلك الأوجاع يبعث الله الأنيس في الرحلة والمنحة الصعبة، الذي برفقته تهون الشدائد ويمنح القلب العزيمة والأمل، فهناك سيدات وفتيات وجدن الكنز في الرحلة الشاقة في يد ابن تحنو عليها، وحضن زوج يطمئن ويدعم، وصديق دمعته تطبطب المآساة، ليكن الدافع في مقاومة المرض أمر مسلم به.

مع شهر التوعية بسرطان الثدي، رصد «هُن» حكايات عدة على لسان سيدات واجهن حرب شرسة مع المرض الخبيث واللاتي بفضل الدعم انتصرن عليه.

«راوية» كنزها في زوجها: جرعة تفاؤل وأمل

حياة وردية كانت تعيشها راوية منصور، 38 عاما، فبالرغم من كونها أم لطفلين إلى أن روح الشباب والمرح لم تخرج من حياتها قط، فحينما ينظر إليها يجد امرأة مليئة بالحماس والنشاط، إلى أن اكتشفت إصابتها بسرطان الثدي، لتنقلب حياتها رأسا على عقب؛ إذ بدت كأوراق الشجر التي تسقط في الخريف معلنةً حالة من الحزن والركود، عنوانها اليأس وقلة الحيلة، فقد حان وقت الحرب إما النصر أو الهزيمة، يوما بعد يوم بدأت حياة الأم تتغير للأسوأ، حتى وجدت يد تمسكها لتصل لبر الأمان، في زوجها ورفيق دربها.

تقول عن مواقفه معها: «كنت شعلة نشاط وحيوية وفجأة بدون مقدمات حسيت بوجع في الثدي واكتشفت إنه سرطان، فاكرة يوم الدكتورة لما بلغتني وأنا بقيت زي التايهة ببص لعيون زوجي اللي مقدرش يقاوم دموعه وبدأ يمسك إيدي ويقولي هتخفي وهترجعي أحسن من الأول».

عمره ما بطل يشوفني حلوة

«هو في مريضة قمر كده.. لا انتي تتعبي كل يوم علشان نعرف حلاوتك دي منين».. عبارة كان يرددها الزوج طوال فترة مرض راوية منذ اليوم الأول لاكتشاف مرضها حتى فترات الانتكاسة ثم تماثل الشفاء؛ إذ قالت: «عمرم ما بطل يشوفني حلوة في عينه.. عمره ما حسسني إني وحشة لما بقيت قرعة وشعري وقع، بالعكس كان بيقولي انتي جميلة في عيني طول الوقت، زوجي كان بيحضر معايا كل جلسات الكيماوي وعمره ما فوت جلسة، في كل مرة بشوف عينه مدمعة من الآلم اللي بشوفه».

وتابعت رواية: «قدامي يقولي أنا زوج البطلة، قدر يهون الوجع والصعب بطبطبة وحضن دافي، كان بياخدني يفسحني ويعملي مفاجأت كل يوم علشان يغير مودي، وبعد معاناة أكثر من 4 سنين بين الشفاء والانتكاسة كان موجود وعمره ما زهق من شكل الندبات اللي في جسمي، لحد ما تماثلت الشفاء وانتصرت بفضل ربنا وبفضل دعمه عليه».

حكاية «شيماء» مع سرطان الثدي: وجع وحرق وانتصار

شيماء محمود، 25 عاما، من محافظة الوادي الجديد، عاشت رحلة مريرة مع سرطان الثدي، الذي تسلل لجسدها دون إنذار استوطن في منطقة الثدي، بعدما كانت تشعر بآلام شديدة به وكانت تظنه ما هو إلا مجرد آلم عابر سينتهي بعد بضع دقائق، حتى فقدت وعيها في إحدى الليالي، وحينما استفاقت وجدت نفسها في غرفة داخل مستشفى ومن بعيد والدتها منهارة في البكاء، وعلى الجانب الآخر صديقة عمرها تنظر إليها وتتأمل بها وكأن ليس أمامها غيرها.

هنا أدركت بأن شيء ما يحدث، وبعد إجراء الفحوصات الدورية والأشعة تأكد الطبيب من ظنونه؛ إذ هي في مرحلة متقدمة من الاصابة بسرطان الثدي، وروت كواليس الرحلة، قائلةً: «استقبلت الخبر بهدوء شديد وكنت بردد عبارة لا حول ولا قوة الا بالله، ربنا بيحني علشان كده بيختبر صبري».

«شيماء ونجوى» مثال حي لعلاقة هند صبري وحنان مطاوع في«حلاوة الدنيا»

«الهدوء الذي يسبق العاصفة».. كانت تلك العبارة التي تصف حياة الفتاة العشرينية التي لا تزال في مقتبل العمر، تحلم بحياة ومستقبل خال من الآلم والضغوطات، والتي تعيش في كنف والدتها بعدما توفي الأب؛ إذ تقول: «كنت بسمع عن السرطان وبشوف حكايات قدامي بس عمري ما عرفت أصدق جملة ميعرفش الإحساس إلا اللي جربه.. أول حاجة عملتها اتوضيت وصليت وقولت يارب أنا بين ايديك ومحتاجة رحمتك، وهنا لقيت ربنا بيطبطب عليا بوالدتي وصاحبت عمري نجوى».

وأوضحت: «من غيرهم مكنتش عرفت أخرج ولا أقف على رجلي من تاني، أنا وهي علاقتنا زي هند صبري وحنان مطاوع في مسسل حلاوة الدنيا، اللي وصف تجربتي بوجعها وبحلوها ومرها، كانت بتيجي معايا جلسات الكيماوي وتحطلي ماكياج وتفسحني وتعمل كل حاجة بحبها».

الإيد اللي بتطبطب 

كان الكنز الحقيقي في رحلة الشابة العشرينية في والدتها، التي أفنت حياتها عليها بعد وفاة الوالد، إذ قالت: «والدتي قالتلي جملة عمري ما أنساها لو قادرة أشيل الوجع اللي فيكي ويكون فيا مش هتردد لحظة، كانت جنبي في كل خطوة حتى لما أوردة إيدي احترقت من جلسات الكيماوي كانت تقولي ايه الجمال ده انتي بتحلوي كل يوم عن يوم ازاي كده، لحد ما استئصلت الورم، قالتلي يا بختك ربنا بيحبك علشان كدة ابتلاكي، وكان كلامها حافز ليا وبعد سنتين من العذاب ربنا شفاني».