رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

مأساة «بدرية».. ألقتها ابنتها في شوارع القاهرة وعادت للمنصورة «عشان تتجوز»

كتب: صالح رمضان -

06:10 م | الخميس 30 سبتمبر 2021

بدرية - المنصورة

جلست على الأرض ممددة قدميها الحافيتين، موجوعة عاجزة عن التصرف تجاه ما فعلته بها فلذة كبدها، تضم السيدة السبعينية يديها المرتجفتين إلى صدرها من هول الموقف، شاردة العينين لا تدري ما سيفعله بها الزمن، إلى جوارها زجاجة مياه فارغة وبقايا طعام، آخر ما تبقى لها بعدما، حضرت مع ابنتها من مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، إلى منطقة القللي بالقاهرة، حيث تركتها ابنتها واختفت تماما، بعدما أخذت منها بطاقتها الشخصية وكارت الفيزا الخاصة بمعاشها.

حزن في المنصورة وتحركات إنقاذ

حال «الحاجة بدرية» الصادم، أغضب المئات وحرك قلوب لنجدتها، فور نشر صورها على صفحات «فيسبوك»، وسط تساؤلات أهالي المنصورة طوال ليلة أمس، عن السيدة وبياناتها، لعل أحد يعرفها، فيما دعا البعض إلى السفر للقاهرة لإنقاذها، في الوقت الذي تطوعت فيه «سمر نديم»، بالتحرك نحو القللي، للوصول إلى السيدة المشردة، من أجل نقلها إلى دار قنطار الخير، لإيواء الكبار المسنات، لعلها تجد في الدار مأوى رحيم، ينسيها جحود ابنتها.

وفور وصول «سمر»، إلى السيدة كتبت عبر صفحتها على «فيسبوك»: «نزلت في عز الفجر علشان أنقذ السيدة بدرية، دموعها وجعت قلبي ورعشتها هزتني، بنتها سابتها في الشارع ومشيت، مشوفتش جحود كده في حياتي، جابت قسوة القلب ديه منين بنتها، فين الرحمة، فين الإنسانية، فين بر الوالدين، بجد حسبي الله ونعم الوكيل، إحنا في طريقنا لتوصيل السيدة بدرية لبر الأمان في دار قنطار الخير لإيواء الكبار المسنات المجاني».

سر تشريد بدرية على يد ابنتها

بدأت «سمر»، إجراءات الكشف الطبي على السيدة «بدرية»، حتى تطمئن على حالتها الصحية قبل نقلها إلى الدار، موضحة تفاصيل قصتها: «عندها بنت هي اللي جابتها من المنصورة للقاهرة وسابتها ومشيت، شايفين نظرة الانكسار في عنيها، شايفين الدموع.. ربنا يرحمنا برحمته».

وحكت «بدرية»، ما حدث معها، مشيرة إلى أنها كانت تعيش مع ابنتها الوحيدة في مدينة المنصورة، بمحافظة الدقهلية، وابنتها لديها طفلين، ولرغبتها في الزواج مرة أخرى، أرادت أن تتخلص منها، فسافرت برفقتها للقاهرة، وتركتها واختفت.

وأكدت الأم المسنة، أن ابنتها أخذت منها كارت الفيزا الخاص بمعاشها، الذي تتقاضاه عن والدها، وقدره 1200 جنيه شهريا، كما أخذت منها بطاقتها الشخصية، وتركتها في مكان لا تعرف فيه أحدا.

ووصلت «بدرية»، إلي دار «قنطار الخير»، لإيواء الكبار المسنات بالمجان، لتبدأ حياة جديدة بعيدة عن الجحود والعقوق، وسط أناس لا تعرفهم، إلا أنهم أحاطوها بحب كبير لم تره منذ سنوات.