كل شخص لديه ما يتقنه ليستغله في التعبير عن حبه لمن يحيطون به، خاصة المقربون منه، وهو ما لجأ إليه عمرو عبد الله، لإيصال مشاعر حبه الكبيرة والاستثنائية لابنته «آية»، البالغة من العمر 24 عامًا، التي اقترب موعد زفافها، إذ يهوى الأب الوقوف داخل المطبخ لساعات، وتقديم أشهى الأكلات التي يجيد طهيها، وتفضل ابنته تناولها من يديه بشكل مستمر.

حب الطهي

نظرًا لعمل الأب، صاحب الـ56 عامًا، لسنوات طويلة خارج البلاد، والعيش مغتربًا بمفرده، تعلم العديد من فنون الطبخ، وإعداد الكثير من الوصفات البسيطة، التي أجادها فيما بعد، وأصبح يحرص على تقديمها لأفراد أسرته داخل المنزل، وبشكل خاص ابنته العشرينية، التي دائمًا ما تطلب منه تحضير أكلات معينة لها، إذ يقول في حديثه لـ«هن»: «بحب أعمل أكلات كتيرة، وآية بتحب تاكل من إيدي، هي بنتي وصحبتي وكل حاجة ليا».

وداع خاص

اقترب موعد احتفال «عمرو» بزفاف ابنته الصغيرة «آية»، ما دفع الأخيرة إلى مطالبة والدها بإعداد وجبة خفيفة وشهية المذاق، تفضل تناولها من إعداده بشكل دائم، فلم يتردد الأب الخمسيني لحظة واحدة، وفي دقائق معدودة، انتهى من تحضير طبق «جبنة بالطحينة والخضار»، وآخر لـ«البيض المدحرج»، ومشاركة صور سفرته الصغيرة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وعرض طريقة التحضير أمام متابعي إحدى الصفحات الخاصة بالطعام.

«هيوحشني أكلك»، عبارة فوجئ بسماعها الأب الخمسيني، في صباح أحد الأيام من ابنته، التي اقترب موعد زفافها، وانتقالها إلى مسكن الزوجية، لتطلب من والدها إعداد وجبة الفطار التي تفضلها من يديه، وهو ما قام بتلبيته الأب على وجه السرعة، كتوديع خاص منه لصغيرته: «وطلبت مني أعمل لها ورقة اللحمة، بس وعدتها هتكون الويك إند الجاي».

تفاعل كبير 

ما إن شارك «عمرو»، بعض الصور خلال إعداده الطعام البسيط لابنته، إلا وفوجئ بتفاعل كبير من نشطاء موقع «فيسبوك»، الذين توجهوا بالدعاء له ولابنته: «فرحت جدًا من كلام الناس ودعواتهم لبنتي، كل الدعوات دي فرحتني أكتر».