أكثر من 15 يوما، والطفلة اللبنانية سهيلة الكسار، صالحبة الـ8 أعوام، تعيش لحظات وأياما مؤلمة، بعدما أُصيبت برصاصة طائشة في عمودها الفقري أمام منزلها في بلدة «العكارية» شمالي لبنان، لم يجدوا لها لها مكانًا في المستشفيات، ولم يجدوا لها فرصةً للعلاج، قبل أن تصل أمس، الأربعاء إلى المملكة الأردنية الهاشمية، عبر طائرة ملكية خاصة أرسلها الملك عبد الله الثاني لنقلها في مبادرة إنسانية.

مناشدات إنسانية واستغاثات عديدة خرجت من أهل سهيلة الكسار المعنيين في لبنان بمساعدتهم عبر وسائل إعلام محلية، لتأتي يد العون من الخارج، لإجراء العلاج المناسب ومحاولة استعادة قدرة الطفلة على الحركة.

أُصيبت في وضح النهار أمام منزلها

من جانبه، أكد زاهر الكسار، عم الطفلة، أنها أصيبت برصاصة طائشة مجهولة المصدر في عمودها الفقري في وضح النهار، حين كانت تشتري أشياء من متجر قريب لمنزلها، فسقطت أرضا، وجرى نقلها إلى مستشفى «النيني» في عاصمة الشمال، طرابلس.

وأضاف «الكسار» في اتصال مع موقع «سكاي نيوز عربية»، أنه في المستشفى حدث استئصال الرصاصة، إلا أن منطقة الإصابة في العمود الفقري في غاية الحساسية، وهي بحاجة إلى عناية دقيقة في مستشفيات العاصمة بيروت، التي لم تتمكن من استقبالها بسبب ما يعانيه القطاع الصحي في لبنان، ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية.

وتابع: «كانت الصدمة كبيرة، والجراحة يجب أن تكون في أسرع وقت لإنقاذها، لذا اتجهنا لشاشات الإعلام للاستغاثة»، موضحًا أنه بعد دقائق معدودة من المناشدة، تواصل معه سفير المملكة العربية السعودية في بيروت، وليد بخاري، وسفيرة لبنان المستقيلة في الأردن، تريسي شمعون، ليطلبا منه تجهيز أوراق ومستندات الطفلة للسفر.

كواليس نقلها للأردن 

وكشفت السفيرة عن كواليس نقلها للأردن، قائلة: «بعد معاينة حالة الطفلة تواصلت مع الديوان الملكي الأردني، وأعلمت الملك عبد الله بن الحسين بظروف إصابتها وحال أسرتها، فقرر نقلها إلى الأردن».

وتابعت: «وصلت صباح الأربعاء طائرة ملكية خاصة إلى مطار رفيق الحريري الدولي، ونقلت الطفلة ووالديها إلى العاصمة الأردنية عمان، وكنت برفقتها في صالة الشرف في المطار مع ممثل عن السفارة الأردنية في بيروت، وممثل عن قائد الجيش، بعد تواصلي مع قيادة الجيش اللبناني التي سهلت المهمة».

وأكد موقع «سكاي نيوز عربية»، أن ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، كان في استقبال الطفلة الكسار وذويها في مطار الأردن.