كتب: أحمد حامد دياب -
10:00 ص | الثلاثاء 01 يونيو 2021
العرق هو ظاهرة طبيعية وصحية وجزء من حياة البشر حيث يفرز الجسم العرق والذي يعتبر من الظواهر الصحية في أغلب الأحيان، بينما يعاني البعض من شدة التعرق خاصة في فصل الصيف ويظهر ذلك على ملابسهم بوضوح وقد يتحول العرق إلى سبب احراج لأحدهم بسبب غزارته أو رائحته.
وقالت الدكتورة كورين إريكسون، طبيبة الأمراض الجلدية في مستشفى تكساس هيلث بريسبتريان دالاس إننا نتعرق لتنظيم درجة حرارة أجسامنا، مشيرة أنه عندما ترتفع درجة حرارتك عن 37 درجة، يحاول جسمك إعادتها إلى أسفل عن طريق إطلاق العرق من الغدد العرقية.
وأوضحت في تصريح لموقع «بريفنتيشن»، أنه بمجرد أن يلامس العرق سطح بشرتك ويبدأ في التبخر، تشعر أنك أكثر برودة وراحة.
ووفقًا للمعهد الوطني الصحي فأن العرق سائل صافي عديم الرائحة لافتة أنه عندما تختلط مع البكتيريا الموجودة على بشرتك، يمكن أن تسبب رائحة غير تقليدية وغير مرغوبة، كما يمكن أن تتشرب ملابسك العرق وتترك بقعة واضحة على الملابس بسبب العرق.
الدكتور أوستا أونجا الجراح في برنامج فرط التعرق بمركز بروفيدنس سانت جون الصحي في سانتا مونيكا بكاليفورنيا قال إن هناك بعض الأشخاص يعرقوا أكثر من غيرهم، تمامًا مثل بعض الأشخاص يجرون أسرع من غيرهم، لافتًا إلى أن التعرق الشديد يميل إلى أن يكون وراثيًا.
وأشار أنه عادة ما يبدأ الأشخاص الذين يتمتعون باللياقة البدنية بالتعرق في وقت أقرب من الأشخاص الأقل لياقة للحفاظ على برودة الجسم والحفاظ على التحمل البدني.
وشدد على أن التعرق لا يعني دائمًا الصحة حيث أن زيادة الوزن وشرب الكثير من الكحول والتدخين يمكن أن يجعلك تتعرق أكثر أيضًا وأن النساء قد تعرق أكثر أيضًا عند الإصابة بالحمى أو إذا كنتِ تعاني من انقطاع الطمث.
ويصاب بفرط التعرق حوالي 5 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة حيث يؤثر التعرق حقًا على القدرة وعلى أداء الأنشطة اليومية.
وأكد المعهد الوطني الصحي أنه في بعض الأحيان تكون حالة فرط التعرق ناتجة عن حالة صحية أخرى مثل فرط نشاط الغدة الدرقية، أو اضطراب في الجهاز العصبي، أو انخفاض نسبة السكر في الدم، ولكن ويمكن أن توجد أيضًا من تلقاء نفسها.
ووفقًا للمكتبة الوطنية للطب أنه يمكن أن تعرق أثناء الشتاء والبرد خاصة إذا أصيبت بالتوتر وعند المرض وانخفاض ضغط الدم والسكر، كما يمكن أن يكون التعرق البارد دليلًا آخر على إصابتك بفرط التعرق، ولكنه قد يكون أيضًا علامة على حالة أخرى تسمى متلازمة التعرق الناجم عن البرد، وهو اضطراب وراثي يتميز بمشاكل في تنظيم درجة حرارة الجسم، لذلك إذا لاحظت أنك تتعرق كثيرًا دون سبب أو تتعرق كثيرًا عندما يكون الجو باردًا، فيجب عليك أن تتحدثوا مع الطبيب.
يعد استخدام مضاد التعرق بداية جيدة للتخلص من العرق ونتحدث عن مضادات التعرق وليست مزيلات العرق حيث تعمل مزيلات العرق فقط على إخفاء رائحة العرق وهي في الواقع لا تمنعك أو تمنعك من التعرق.
طبيب الجلدية الدكتور إريكسون شرح كيفية عمل مضادات التعرق مشيرًا أن أملاح الألمنيوم الموجودة في مضادات التعرق تتفاعل مع العرق لسد قنوات العرق مؤقتًا حتى لا يتم إطلاق العرق لافتًا أن هناك درجات لمضادات التعرق ومنها ما لا يمكن استخدامه إلا بوصفة طبية.
إذا مضادات التعرق غير مؤثرة ، يمكنك اللجوء لحقن البوتوكس في الإبط حيث يمكن أن يمنع المواد الكيميائية المحفزة للعرق ويخفف التعرق المفرط لمدة تصل إلى ستة أشهر، وفقًا للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، كما أنه في الحالات الشديدة من فرط التعرق، يمكنك اختيار إزالة الغدد العرقية جراحيًا.
يمكن أن يصف لكي الطبيب بعض الأدوية التي تمنع وصول الرسائل الكيميائية المسببة للعرق إلى الغدد العرقية ومع التنبية بأن هذه الأدوية تستهدف جسمك بالكامل وليس الإبط فقط وأنها قد تشمل أثار جانبية مثل جفاف الفم والإمسام وعدم وضوح الرؤية وغيرها.
اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، بالفعل ازالة الغدد العرقية في إبطك باستخدام الطاقة الكهرومغناطيسية مع التأكيد أن هذا لا يعني أن جسمك سيبدأ فجأة في السخونة الزائدة.
وتقول الطبيبة آنا جلاسر العضو المنتدب في مجلس الإدارة المؤسس لجمعية فرط التعرق الدولية سابقًا، إننا لدينا غدد عرقية في جميع أنحاء أجسامنا، لذا فإن التخلص من بضع غدد في منطقة معينة لا يؤثر حقًا على قدرتنا على تنظيم درجة حرارة الجسم مع التأكيد على أن هذه العملية تتكلف مبالغ طائلة في الولايات المتحدة الأمريكية تصل لـ3500 دولار أي ما يعادل حوالي «52 ألف جنيه مصري».
يمكنك استخدام ضمادات الإبط والتي تساعد في منع العرق من التسرب إلى ملابسك حيث تضع أقمشة تحت الإبط لامتصاص العرق وعدم ظهوره على الملابس.
كما أن ارتداء ملابس داكنة جدًا وسوداء والملابس الفضفاضة يساعد على تقليل احتمالية ظهور بقع العرق في الملابس على أن تكون هذه الحلول مؤقتة لحين التوصل لحل نهائي لمشكلة فرط التعرق.
