رغم وجود «برندات طرح عديدة»، إلا أنّها لم تستهويهنّ، اعتدنّ حياكة الإيشاربات لا شرائها جاهزة، يخترنّ الأقمشة بعناية، حيث ألوان النوبة المبهجة، يلجأن لـ«خيّاطة شاطرة»، لإعداد إيشارب فريدة من نوعها تعبر عنهنّ، كان هذا قبل 3 سنوات، لكن مرة واحدة خطرت لديهنّ فكرة إعداد خط إنتاج إيشاربات نوبي، لكن كيف سيوفرن التمويل؟

يارا محمد الفتاة النوبية تدرس الصيدلة بالجامعة الألمانية وصديقتيها يارا إيهاب طالبة الصيدلة أيضًا، وميرال عرفة خريجة كلية الأعمال، رغم دراستهنّ وفي مجال بعيد عن «الفاشون»، إلا أنّ ذلك لم يقف حائلًا لتحقيق فكرة بنات أرض الذهب، لم يحتاج الأمر إلا لـ«جمعية بـ3 آلاف جنيه» ليخرج حلمهنّ للنور، ويبدأن مشروعهن التجاري.

اختارت الفتيات الثلاث لمشروعهنّ، اسم يعني النجوم باللغة النوبية، والفتيات الثلاث لم يتعد عمر أكبرهنّ الـ23 عامًا، بدأنّ من الصفر، ولم يعتمدنّ على أموال أسرهنّ، ليجذب فيتات مصر والدول العربية والأجنبية، ويدر عليهمنّ «دخل معقول«، وفق ما روته يارا الفتاة النوبية.

يارا إيهاب

ميرال

يارا محمد

أدخلت الفتيات تقنية «الدجيتال برنتج»، واستعن بـ«ديزاينر» هي نشوى عمران لتنفيذ أفكارهنّ، ومن هنا بدأت الإيشاربات تأخذ منحنى أكثر احترافية، وأصبحت القطع فريدة من نوعها من الصعب أن توجد في أي مكان آخر.

ومن مسقط رأس يارا قرية «توماس» النوبية، استوحت فكرة لابتكار خط إنتاج نوبي للطرح، ولمزيد من الإبداع قررت الفتيات أن تكون كل طرحة باسم معين مستوحى من الثقافة النوبية، ويحمل شكل اسمه.

تقول يارا في حديثها لـ«هن»: «قررنا ندمج كل حاجة مع بعض الفاشون والألوان والحضارة قدرنا نعمل ده بالديزاين بالرموز النوبية زي طرحة فيها بيوت وسميناها (نوج) يعني بيت بالنوبي، وطرحة تانية بردو سميناها (كلاج) وهو عبارة عن طبق بيستخدم في الـأفراح والديكورات». 

تساعد تلك الطرح على ارتداء قطع على الموضة فريدة من نوعها، كما أن بها تصاميم مستوحاة من الحضارة وعبر صفحتهنّ على موقع «إنستجرام»، يساهمنّ في نشر الثقافة النوبية، بكتابة اسم الطرحة ومعناها في اللغة النوبية.

يعتبر خط الإيشاربات النوبي هو الأكثر روّاجًا بين طرح الفتيات، فقد بدأنّ فيه منذ شهر أغسطس الماضي، ولايزال يلقى روّاجا والطلبات عليه في زيادة، حتى من فتيات غير نوبيات «نزلنا لاين بعده، وهو لحد دلوقتي بيطلب وعليه إقبال كبير».

إنتاجهن تخطى الحدود المحلية، حيث تشحن الفتيات الثلاث إنتاجهن من الإيشاربات إلى خارج مصر، إلى أمريكا والدول العربية، كما أنهنّ يتعاملن مع براند إكسسوارات في دبي يبيع طرح «وينجي»، ورغم أن يارا ويارا لا يزالن في الجامعة إلا أنهن لا يفكرن في العمل في الصيدلة إلا بعد أن يصبح المشروع قويًا «ناويين نكمل في صيدلة مع المشروع لأن الصيدلة دراستي وانا اللي مختراها وده حاجة بنحبها جدا، أنا بحب المشروع ومستنية أوصل لمرحلة مستقرة منه».