دفن النساء مع الرجال من الأمور الشرعية التي يكثر السؤال عنها، لمعرفة الضوابط الفقهية التي وضعتها الشرعية الإسلامية في تلك المسألة الجدلية، خشية ارتكاب معصية دون علم.

علي جمعة: الواجب أن يُفرَد كلُّ ميتٍ بقبر لا يشترك فيه مع غيره

وبدوره، أوضح دكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق في الفتوى رقم 3333 والتي نشرت على الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية: «الواجب أن يُفرَد كلُّ ميتٍ بقبر لا يشترك فيه مع غيره، إلا إذا ضاقت المقابر بالموتى؛ فقد صح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يجمع بين الرجلين والثلاثة من شهداء أُحد في قبرٍ واحد».

وأضافت دار الإفتاء: «كذلك يجب أن يكون للرجال مقابرهم وللنساء مقابرهن، فإذا لم يتيسر ذلك واقتضت الظروف أن يدفن الرجال مع النساء في مقبرة واحدة فيجب أن يوضَع حاجزٌ من الطوب أو ساترٌ من التراب بين الرجال والنساء».

واستشهدت دار الإفتاء المصريةبقول الإمام الشافعي رحمه الله: «لا أحب أن تدفن المرأة مع الرجل على حال، وإن كانت ضرورة ولا سبيل إلى غيرها كان الرجل أمامها وهي خلفه، ويجعل بين الرجل والمرأة في القبر حاجز من تراب».

هل يجوز دفن توصية سيدة بالدفن مع والدها؟

يشار إلى أن دار الإفتاء المصرية أوضحت الحكم الشرعي في وصية سيدة بالدفن مع والدها، رغم وجود مقابر خاصة بالنساء، والتي تعد من الأمور الجدلية فيما يخص دفن الرجال مع النساء، لتوضح الدار في الفتوى التي حملت رقم 4742، قائلة إن الأصل لدى الفقهاء بأن يدفن الأقارب في مكان واحد، لأن ذلك أسهل لزيارتهم والترحم عليهم، لكن في حالة الجمع بين رجل وامرأة في مقبرة واحدة، فإن الأصل في ذلك عدم الجواز إلا في حالة الضرورة، أو وجود محرمية أو زوجية بينهما.

واستشهدت دار الإفتاء بنص جماعة من الفقهاء، وهو شيخ الإسلام زكريا الأنصاري: (ولا يجمع في قبر (رجل وامرأة إلا لضرورة) فيحرم عند عدمها كما في الحياة، ومحله إذا لم تكن بينهما محرمية أو زوجية، وإلا فيجوز الجمع صرح به).

لذلك ردت دار الإفتاء المصرية إنه إذا أوصت المرأة أن تدفن مع أبيها بعد وفاتها جاز دفنها معه، ويراعى في ذلك أن يكون بينهما حاجز من الطوب أو ساتر من التراب.