كتب: أسماء زايد -
01:27 م | الأحد 07 مارس 2021
بملابس بالية وشعر يغطيه الغبار، تجلس على أحد الأرصفة، صامتة يكسو وجهها ملامح الحزن والحيرة، لا تبالي بما يحدث حولها من ضجيج السيارات، لا تهتم بغزارة المطر شتاءً، أو قساوة أشعة الشمس صيفا، وكأنها في عالم آخر، هكذا عاشت «مها خلف» التي تبلغ من العمر 31 عاما، عدة سنوات من عمرها بالشارع، لا تبالي بما قد تتعرض له من أذى أو مضايقات من بعض المارة.
مشكلات كثيرة تعرضت لها الثلاثينة، بدأت بتعامل أهلها معها بعنف، ثم الدخول في مشكلات مع زوجها، أدت في النهاية لطلاقها، مر كل ذلك عليها كمشكلة عادية كانت قادرة على مواجهتها، حتى جاءت الطامة الكبرى بالنسبة لها، والتي جنت جنونها، ولم تتحملها «مها»، وهي وفاة طفلتها الصغيرة والوحيدة.
اتخذت «مها» من الشارع مأوى لها، بعد مرورها بالعديد من الأزمات والصدمات أدت لإصابتها بصدمة واضطراب نفسي، أفقدها القدرة على التواصل مع الأخرين، فاتخذت من أحد أرصفة شارع العريش بمنطقة الهرم مأوى لها، لشهور عدة، حتى تم إنقاذها من قبل مؤسسة «معانا لإنقاذ إنسان» التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي.
وفي تعليقه على حالة مها خلف، قال محمود وحيد، مدير مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان، لـ«الوطن»، إنه تم عمل جميع الإجراءات النفسية والصحية لها، حيث تم توقيع الكشف الطبي عليها فور وصولها المؤسسة، للتأكد من خلوها من أي أمراض معدية ، كما تم تخصيص مشرفة وأخصائية نفسية واجتماعية لها، لتأهيليها نفسيا واجتماعيا، وإعادة دمجها بالمجتمع مرة أخرى.
ولفت إلى أنه تم عمل بحث في عنوان «عمتها» التي تقطن منطقة صفط اللبن، لكنها رفضت التعاون مع المؤسسة، أو إعطاء رقم تليفون أحد أخوتها أو خالها، مشيرا إلى أنه جاري التوصل لخالها في منطقة بشتيل.
وأوضح أن «مها» تغير حالها كثيرا للأفضل، لافتا إلى أنها تفرح كثيرا عندما ترسم وتلون وتجد نفسها وسط كراسات الرسم والتلوين، بخلاف ممارسة عدد من الأنشطة الأخرى.