كتب: يسرا محمود -
11:27 م | الخميس 11 فبراير 2021
داخل سوق شعبي مكدس بالمارة في مركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية تجلس «خيرية أحمد» لبيع الأسماك المشوية، محاولةً تجاهل عبارات التنمر الساخرة من جسدها الممتلئ، أملا في الحصول على القليل من المال، للإنفاق على أسرتها المكونة من أشقائها الخمسة ووالدتها التي لا تملك مصدر دخل ثابت في تدبير شؤون المنزل، ليزداد العبء عليها بعد وفاة والدها و«سندها الوحيد»، لتعود من العمل لمذاكرة موادها الأدبية في مرحلة الثانوية العامة.
«أبويا أكتر واحد كان بيطبطب عليا، وكان بيحميني من الأذية اللي بتحصلي، وهو راح وسابني أتوجع لوحدي».. بتلك الكلمات المُحزنة عبرت صاحبة الـ17 ربيعا عن أوجاعها، فلم تعد تتحمل مواجهة الحياة بدونه، ولن تطيق النظرات المؤذية على وزنها الزائد الذي تجاوز الـ180 كليو جرام، دون معرفة السر وراء معاناتها من السمنة: «أنا مش معايا فلوس علشان أكشف والأكل اللي بيساعد في الريجيم غالي عليا».
وزنها الزائد جعل زملاءها وجيرانها ينفضون من حولها: «محدش عايز يصاحبني، ومبيحبوش يمشوا جنبي في الشارع علشان بيتكسفوا من وزني»، ما تسبب في انعدام ثقتها في نفسها، في ظل تعرضها للعنف الجسدي والضرب خلال السخرية من حجمها: «مبعرفش أرد على حد، فبقعد أعيط من قهرتي وأدعى ربنا».
تستغيث «خيرية» عبر «الوطن»، مطالبةً بالخضوع لعملية جراحية للتخلص من وزنها الزائد، أو تكفل طبيب بنظام غذائي يساعدها على الحصول على جسد مثالي، خاصة أنها تعاني من عدة أمراض بسبب السمنة، على رأسها صعوبة في التنفس والحركة، وآلام شديدة في العظام: «نفسي أبقى إنسانة عادي، شكلي ست كبير عندها 50 سنة رغم إني 17 سنة، أرجوكم ساعدوني».