داخل غرفته وعلى فراش تمكن الإعياء منه، وبذراعه الذي لا يقوى على تحريكه بسبب ما حل به من كسر، وعيناه التي باتت باللون الأزرق بعدما تورمت إثر الحادث، يصرخ بين الحين والآخرالطفل «عبد ااحميد السبع» 9 سنوات: «احبسولي اللي رماني من على السطح، احبسهولي وهاتولي حقي».

هكذا أصبح حال طفل سوهاج، ضحية فرّاش إحدى المدارس، الذي قام بكسر ذراعه وألقاه من أعلى السطح بسبب كرة قدم.

فلم يكن في حسبان الطفل الصغير أن مباراة كرة قدم في الشارع أمام منزله الذي يقع خلف المدرسة ستؤدي لهذه النتائج القاسية، بعدما تسببت إحدى الركلات في اندفاع الكرة إلى سطح المدرسة، ليفر خلفها الطفل الذي سقط في يد «فرّاش» المدرسة، الذي سرعان ما قام بـ لي ذراعه حتى كسره قبل أن يلقيه من أعلى السطح تأديبًا له. 

ساعات طويلة قضاها الطفل المسكين بمستشفي سوهاج الجامعي، كان نتيجتها إجراء عمليتين جراحيتين،  تضمنت تركيب شرائح ومسامير في يد الطفل، وغرز لضم أنسجة فوق العين اليسرى. 

غرقان في دمه 

تقول أمل عبدالحميد، والدة الطفل، إنها تركت طفلها يلعب أمام المنزل كعادته، قبل أن يخبرها زملاؤه أنه سقط هامدًا على الأرض، بعدما أسقطه فرّاش المدرسة من أعلى السطح: «لاقيته غرقان في دمه، دراعة مش بيتحرك وفاقد الوعي».

وتابعت والدة الطفل خلال حديثه لـ «هُن»: «الواد هيموت من الوجع، جسمه متكسر ومليان دم، وعينه وارمة، بقيت أجري بيه على المستشفيات من عيادة للتانية، نعمل إشاعات على العين والمخ والجسم لحد تاني يوم 11 الضهر رجعنا البيت». 

إحنا غلابة بس مش هنتنازل 

واستطردت الأم: «احنا ناس غلابة، جوزي طالع على المعاش وراجل كبير، وأنا عديت الـ 40 سنة بس بجري بأبني لحد مايقوم بالسلامة»، متابعة: «ابني كل ساعة يصحى يعيط يقولي احبسيلي اللي عمل فيا كدة، واحنا بلغنا واتقبض عليه ومش هنتنازل وفي كاميرات صورت كل حاجة».

وكان والد الطفل، اتهم عامل المدرسة في محضر رسمي بمركز شرطة أخميم، بإلقاء ابنه من الطابق الثاني عندما ذهب ليحضر الكرة من المدرسة، وتم حبس العامل على ذمة التحقيقات. 

التعليم تنفي الرواية

من جانبه، صرح ماهر عبد الخالق، وكيل وزارة التربية والتعليم بسوهاج، لـ«الوطن»، بإن الطفل سقط اثناء إحضاره الكرة وإن الفرّاش خرج على صوت سقوطه.