كتب: آية أشرف -
03:19 ص | الأحد 20 ديسمبر 2020
خلف سور موقف عبد المنعم رياض، بميدان التحرير، يقف محمود علي، منذ طلوع الشمس وحتى الليل، يحمل العديد والعديد من تشكيلات جوارب القدم التي تخطف أنظار الفتيات، خاصة عبر منصات السوشيال ميديا، جوارب بنقوشات عصرية وألوان مختلفة ابتعدت عن التقليدية، وتحمل أسعارها ارتفاعًا ملحوظًا، لكنه قرر بيعها بنصف ثمنها من أجل شراء فرحة الطالبات.
أبو الدكتورة سهيلة، هكذا عرفه البائعون، والزبائن، فعلى الرغم من أن ابنته الوحيدة لا تتخطى الـ 4 سنوات من عمرها، إلا أنه يحلم بالتحاقها بكلية الطب لتكتمل فرحته، التي بدأت بإنجابه لطفلته عقب حرمان 7 سنوات.
تحدث «محمود» من محافظة سوهاج لـ «هُن» قائلًا: «بنتي جاتلي بعد حرمان ولف على الدكاترة 7 سنين، مكانش قدامي أي حلول لكن مفقدتش ثقتي بربنا أنا ومراتي لحد ما ربنا كرمنا».
وتابع: «نفسي أفرح بيها وتدخل كلية الطب وتبقى دكتورة، ونفسي تتشرف بيا وتعرف أنا بعمل ايه وبشقى ازاي عشانها».
ربما بيع تلك الجوارب العصرية، بهذا الثمن كان له أسباب ودوافع لدى «محمود» فهو يحاول جاهدًا كسب الزبائن ومساعدته: «الشرابات دي بتعجب البنات، وسعرها غالي ودول طلبة يادوب بياخدوا مصروفهم على قدهم، بنزلهم في الفلوس وأشوف فرحتهم زيهم زي بنتي».
واختتم حديثه: «أنا على باب الله بشتغل كل موسم باللي يناسبه، مرة ألف بعصير، أقف بحاجات للشتاء بعمل لبنتي، وبدور على رزقي بالحلال».