رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"احكوا عني لأولادي".. وصية طبيبة توفيت حزنا على حرمانها من طفليها

كتب: ندى نور -

05:31 م | السبت 14 نوفمبر 2020

وفاة طبيبة بعد حرمانها من اطفالها

تركت نفسها أسيرة للذكريات تمني النفس بعودة ابنيها فهما لا يغيبان عن بالها أبدا، يوم يمضي وراء يوم تمر الأيام كالسنين عليها، طال انتظارهما واشتعلت معه لهفة الأم وحرقة قلبها على طفليها، دموعها كانت كمسكن يهدأ من آلام الفراق لكنه لا يمحيه أبدا، ظلت تتحدث إلى صورهما تتخيل صغيريها يجلسان معها، تحتفل بعيدي ميلادهما، تدهورت صحتها وفقدت عافيتها حتى فارقت الحياة. 

"لا تنسوني واذكروني بالدعاء وتصدقوا عليا واحكوا عني لأولادي"، تلك هي وصية الطبيبة الثلاثنية أمينة علي، التي كانت حتى آخر لحظات حياتها تبحث عن فرصة لقاء طفليها "حمزة وليلى"، لتتحول مواقع التواصل الاجتماعي لدفتر عزاء بعدما توفيت حزنا عليهما، لم تتحمل حرمانها من رؤيتهما أكثر من عام ونصف العام، حيث قرر والدهما إخفائهما عنها.

 بدأت رحلة بحث الطبية المتخصصة في العلاج الطبيعي وأمراض الروماتيزم جامعة الإسكندرية، عن طفليها من سنوات منذ إخفائهما والدهما عنها والسفر بهم للكويت لتعذيب زوجته لإجبارها للتنازل عن مستحقاتها المادية حتى يوافق على طلاقها حتى تتحول أروقة محاكم الأسرة إلى موطنها الأول، لكثرة الدعاوى القضائية التي حاولت إرجاع أطفالها من خلالها.

"ماتت صاحبة أطيب قلب حزن على أولادها اللي كان نفسها تخدهم في حضنها قبل ما تموت"، كلمات عبر بها أصدقاؤها عن كم المعاناة التي كانت تعيش فيها الطبيبة حزنا على طفليها اللذين حصلت على قرار بضمهما ولكن لم تتمكن من تنفيذه، حتى تتحول جروبات الأمهات إلى وسيلتها الثانية لتوصيل صوتها لوسائل الإعلام المختلفة.

تروي "آية" شقيقة الفقيدة لـ "هُن"، المعاناة التي عاشت فيها شقيقتها قبل وفاتها لرؤية أولادها في لحظاتها الأخيرة ولكن ظل جحود الزوج الذي يعمل طبيب باطنة وكلى بالكويت مستمرا دون أي شفقة على الزوجة، "أولادها هم حمزة 9 سنين، وليلى 6 سنين".

تصاعدت المشاكل بين الزوجين جعلت الحياة بينهما مستحيلة وحتى تتنازل الزوجة عن حقوقها المادية وشقة الزوجية أخفى عنها ابنيها، "الموضوع بدأ بمشاكل طبيعية بين أي زوجين ولما الزوج رجع في إجازة من الكويت طلب أنه ياخد أطفاله في إجازة معاه"، حتى تكون المرة الأخيرة التي تشاهدهم فيها الزوجة المكلومة.

محاولات مستمرة لإقناع زوجها بإرجاع الأطفال لكن كان الرفض هو مصير طلبها، "ساومها على عيالها مقابل أنها تتنازل عن الشقة وحقوقها المادية بالإضافة إلى أنه طلب منها تاخد فلوس مقابل أنها تتنازل عن عيالها".

لم تترك بابًا إلا طرقته بحثا عن أطفالها، "كلمنا أهل الزوج هما من البحيرة أبو حمص، بعد ما دخلت المستشفى قلنا ليهم أنها نفسها تشوفهم قبل ما تموت لكن رفضوا طلبنا حتى بعد وفاتها محدش حاول يتواصل معانا، فضلت تلف على كل البيوت علشان تنفذ قرار الضم لكن معرفتش".

ظلت الراحلة تبحث عنهما لسنوات لكنها فشلت في العثور عليهما، تاركة خلفها بعد وفاتها وصية واحدة وهي "لا تنسوني واذكروني بالدعاء وتصدقوا عليا واحكوا عني لأولادي".

أمنية تصرخ بالميكرفون في الشارع: "حمزة وليلى.. أنا بحبكوا"

تحولت صفحتها الشخصية بعد وفاتها إلى دفتر عزاء حزنا، ومواقف يتذكرها أصدقاؤها فكتب حساب منسوب لإحدى صديقاتها آلاء الشريف، قائلة: لقيت حد بيبعتلي كلام أمنية وهي بتساعد كل الناس في جروبات مختلفة، وكان نفسها في أي حد من الإعلام يوصلوا صوتها أنها معاها محضر ضم ومش عارفة توصل به لحاجة، وياحببتي بتقف في الشارع تنده عليهم بمايك تحت بيت حماتها بتقولهم (أنا بحبك يا حمزة أنا بحبك يا ليلى متخليش حد يقولكم حاجة غير كده)، الله يرحمك ويغفرلك وتكوني مرتاحة عند ربنا".

 ورغم وفاة الطبيبة "أمنية" إلا أن والدتها تحاول حتى الآن إعادة حفيديها، وكتبت عبر حساب ابنتها: أنا دكتورة صفاء مامت دكتورة أمنية علي الله يرحمها.. أحفادي بيقولولي حبوبة، بناشد كل أم تعمل مشاركة وتوصلوا صوتي، حبوبة نفسها تشوفكم وتحضنكم أنتوا وحشتوها أوي".