"سفيرة التضامن الاجتماعي للمراقبة المجتمعية على دور الرعاية ومناهضة التنمر الواقع على تلك الفئة"، منصب دشنته وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة نيفين القباج، أمس الأحد، في احتفالية اليوم العالمي للفتاة بمقر الوزارة، وقع اختيارها على فتاة ثلاثينية تدعى "نهلة النمر" لتشغل المنصب الجديد، لكونها واحدة من خريجي دور الرعاية، تحدت ظروف عدة في طريقها حتى باتت واحدة من المؤثرات في هذا المجال.

قضت نهلة، ابنة محافظة أسوان، طفولتها وحياتها داخل دار أيتام، وحين خرجت إلى سوق العمل لأول مرة عقب حصولها على بكالوريوس خدمة اجتماعية، وجدت صعوبات عدة في مواجهة خريجي دور الرعاية أو "ملاجئ الأيتام"، "كان في نظرة سلبية لينا، الناس مش فاهمة مشاكل الأيتام، مش كل احتياجاتهم بطاطين وأكل ولبس، في احتياجات نفسية ومعنوية"، تقول نهلة النمر في بداية حديثها لـ"الوطن" بعد توليها منصبها الجديد.

انضمت لجمعية وطنية لتطوير دور الأيتام منذ 8 سنوات

بدأت صاحبة الـ36 عاما حياتها العملية بالعمل في إحدى شركات النشر والطباعة، وظلت رغبتها في تغيير النظرة المجتمعية للأيتام تراودها، حتى انضمت إلى فريق جمعية "وطنية" أول جمعية أهلية مصرية لتنمية وتطوير دور الأيتام، وبحسب تعبيرها، "قولت لنفسي ليه اليتيم مش يشارك بنفسه في تغيير منظومة دور الرعاية"، ومنذ 8 سنوات انضمت للجمعية وبدأت رحلتها في دعم الأيتام وتطوير منظومة دور الرعاية في مصر.

سنوات مضت تركت خلالها الفتاة الثلاثينية بصمة في العديد من دور الرعاية، طورت من خلال الجمعية معايير دور الرعاية للأيتام والعمل على تطبيق اللوائح بأنشطة فعلية على أرض الواقع، انطلقت من محافظتي القاهرة والجيزة حتى شمل نشاطها كافة محافظات الجمهورية، وخلالها حصلت على شهادة لتعزيز نمو الأطفال وهي الشهادة الأولى من نوعها معتمدة من إنجلترا، بحسب قولها.

معايير جودة دور الأيتام التي ساهمت "وطنية" في وضعها أقرتها وزارة التضامن الاجتماعي منذ عام 2014

معايير جودة دور الأيتام التي ساهمت "وطنية" في وضعها أقرتها وزارة التضامن الاجتماعي منذ عام 2014، وباتت ملزمة لكافة دور الأيتام، تتولى نهلة والعاملين بالجمعية تطبيق تلك المعايير بالتعاون مع مؤسسات دور الرعاية للأيتام.

قرار الدكتورة نيفين القباج بتعيين نهلة كأول سفيرة لوزارة التضامن للمراقبة المجتمعية على دور الرعاية ومناهضة التنمر، كان مفاجئًا للفتاة الثلاثينية، التي عزمت على استكمال مهمتها التي بدأتها قبل سنوات لتغيير النظرة المجتمعية للأيتام وتطوير معايير الجودة بدور الرعاية، "المنصب الجديد هيساعدني أكمل اللي بدأته بصلاحيات أكبر لحد ما نغير نظرة المجتمع لينا".