رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

شقيقتان خبأهما والديهما من كورونا وخطفهما الموت بسبب "البوظة"

كتب: هبة وهدان -

02:32 م | الجمعة 24 يوليو 2020

الشقيقتان ليا ولين

حالة من الحزن خيمت على الشارع اللبناني، بعد أن خطف الموت شقيقتان سمعتا صوت موسيقى مركبة بائع البوظة من بعيد، فخرجتا من المنزل وجلستا على حافة الطريق بانتظاره، لتأتي شاحنة وتدهسهما.

وقبل أن يصل بائع البوظة حلّت الكارثة، ووقع الحادث المؤسف ليخطف الشقيقتين ليا ولين الحسيني وأصاب من معهما بجروح.

ووقعت الحادثة ببلدة مليخ الجنوبية اللبنانية التي شهدت هول المأساة، فبعد ظهر أمس لم يمر بسلام على عائلة الحسيني وأبناء البلدة.

ووفقا لـ "النهار" البنانية، قالت زوجة عم الضحيتين: "اعتادت ليا ولين وحيدتا والديهما شراء البوظة كلما مرّت المركبة من أمام منزلهما، وفي الأمس جرت الأمور بداية بشكل طبيعي، جلست ليا ولين على حافة الطريق بانتظار وصول المركبة، وإذ بسيارة مارّة صدمت الشقيقتين وقريبهما، وألقت بهما إلى الجبل لتستقر هي الأخرى هناك".

وأضافت: "سمعنا صوت ارتطام قوي، سارعنا لنكتشف الأمر، لين إبنة الثماني سنوات جسد بلا روح، في حين كانت ليا إبنة العشر سنوات لا تزال على قيد الحياة، نقلت إلى المستشفى، وحاول الأطباء القيام بكل ما في وسعهم لإنقاذها، قاومت لساعات، إلا أنها صباح اليوم سلمت الروح لباريها، وكأنها أبت أن تكمل حياتها من دون رفيقة دربها التي عاشت وإياها سنوات تحت سقف واحد، تشاركتا الضحك واللعب وأبسط الأمور".

"عند وقوع الحادث كانت والدة ليا ولين خارج المنزل تقدم واجب العزاء بأحد معارفها"، قالت زوجة عم الضحيتين: "والدهما كان في البيت، إلا أن القدر شاء أن يرحلا عنه في حادث أقل ما يقال عنه إنه مروّع.

واستكملت: "كم هي قاسية الحياة، خطفت وحيدتَي والديهما بعدما كرّسا حياتهما لتربيتهما، عملا كل ما في وسعهما لإسعادهما، خافا عليهما من الفيروس المستجد، حظراهما في المنزل، أقاما لهما بركة مياه للترفيه، حيث اعتادتا تمضية وقت في السباحة والتسلية مع بعضهما البعض".

وعن علاقة الشقيقتان ببعضهما قالت زوجة عمهما: "علاقة ليا ولين كانت قوية إلى درجة أنهما كانتا تتقاسمان كل شيء، لم يفارقا بعضهما أبدًا، وعندما غافل الموت لين عادت واستسلمت له ليا، لتبقيا إلى جانب بعضهما البعض في الحياة والممات.

وأضافت: "لا كلمات يمكنها التعبير عن حال والديهما، اللذين خسرا فلذتَي كبدهما، كيف يمكن أن يستوعبا الآن أن البيت فرغ من ضحكته وروحه ومصدر سعادته".