رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

نوال من العزاء والمصيف إلى الإصابة بكورونا: أختها وجوزرها سر شفائها

كتب: ندى علي - يسرا محمود -

08:57 ص | الخميس 23 يوليو 2020

مريضة كورونا

الوهن أصاب جسدها النحيف فجأة، أصبحت فاقدة القدرة على الحركة، تشتكي من ظهور معظم أعراض فيروس كورونا عليها، حتى أكد الأطباء إصابتها بذلك الوباء، لتبدأ معاناة طويلة مع "كوفيد 19"، الذي هاجم خلايا جسدها بشراسة، وسط دعم ومحبة عائلتها لها، لتنتهي تلك الرحلة المُنهكة بمفأجاة غير متوقعة باكتشاف حملها في "توأم".

نوال: حضرت عزاءين و"مصيف" قبل أيام من تأكيد إصابتي 

"شوفت أيام صعبة، ومكنتش بقدر أتنفس ولا أتكلم، الحمد لله إني خفيت".. كلمات معدودة تلخص بها "نوال سمير" أزمتها مع كورونا، موضحة خلال حديثها لـ"الوطن"، أنها شعرت بآلام بجسدها مع ارتفاع درجة الحرارة، بعد عودتها مباشرة من مراسم عزاء والدة زوجها التي استمرت 3 أيام، لتُصدَم بعدها بما يقارب الأسبوعين برحيل خالها، الذي دفعها للمكوث في منزل العائلة لتأدية الواجب على مدار 4 أيام، "وحسيت بعدها بتعب جامد، وفقدت حاسة التذوق والشم"، إلا أنها تجاهلت الأمر وسافرت للاستمتاع بـ"مصيف" بصحبة أسرتها. 

  

الشعور بالمرض يتضاعف على الأم الثلاثينية، بالتزامن مع إصابتها يصداع مزمن، حتى عجزت عن الاعتناء ببناتها الثلاث الصغيرات، ما دفعها لاتباع بروتوكول وزارة الصحة الخاص بحالات الاشتباه، وعزل نفسها في غرفة منفصلة، شاكية من ظهور أعراض جديدة عليها، كالالتهاب الرئوي وصعوبة التنفس وفقدان القدرة على الحديث، حتى ذهبت إلى طبيب أمراض باطنة، الذي أكد إصابتها بالفيروس التاجي، "قالي اجمدي وخليكي قوية.. إحنا مش بنعالج أي حاجة.. ده كوفيد 19".

"نوال": أختي اترفدت لأنها بتراعيني وجوزي بيطبق في الشغل

بالرغم من شدة الآلام، إلا أن شقيقتها "هند" بذلت قصارى جهدها في إسعادها وخدمتها، مقدمة لها رسائل تشجيعية ودعاء ونكات وأذكار، في ورق صغير الحجم مُلصق على كل وجبة ومشروب يقدم لها، فضلا عن الاهتمام بشؤون المنزل، ورعاية الأطفال، "شالت البيت على كتفها، وللأسف تفرغها ليا خلاها تترفد من الشغل".

طوال رحلة التعافي التي استمرت لأكثر من 20 يوما، سعى الزوج إلى توفير النقود اللازمة لشراء العلاج، ودفع تكلفة جلسات الأكسجين والتحاليل الطبية المطلوبة، فضلا عن ثمن الكشف عن الأطباء، "وكان بيطبق في الشغل، ويشتغل أكثر من شفت علشاني". 

تحسن ملحوظ، شعرت به صاحبة الـ30 عاما، وسط تأكيد الطبيب على ضرورة الالتزام بتعليمات العزل المنزلي لمدة أسبوع أخر، "التقارير الطبية الجديدة كويسة، وفيه التهابات بسيطة مش مقلقة هتروح مع الوقت"، إلا أنها لم تنفذ الإجراءات الطبية، لضجرها من العقاقير، ما تسبب في انتكاستها مجددا، وشكوتها من أوجاع شديدة في جسدها، والقيء المستمر، لتجري العديد من التحاليل، التي اكتشفت من خلالها بالصدفة حملها.

حالة من الذهول الممزوجة بالصدمة سيطرت عليها، عقب تأكيد طبيبة النساء والتوليد على حملها في توأم، والذي وقع قبل أسبوع من إصابتها بالفيروس، "ساعتها معرفتش أعمل أيه.. إزاي طفلين وأنا أصلا عندي 3 تانيين.. طب هجيب مصاريف منين ليهم"، معربة عن خوفها من ذلك النبأ الذي وصفته بـ"غير المرغوب به"، إلا أنها حامدة الخالق على النعم والابتلاءات، شاكرة الله على تعافيها تماما من الفيروس المستجد.