رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

أخبار من الوطن نيوز

بالقرآن والكمامات.. أمهات طلاب الثانوية بكفر الشيخ ينتظرن أبناءهن

كتب: سمر عبد الرحمن -

03:22 م | الأحد 21 يونيو 2020

امهات طلاب الثانوية العامة بكفر الشيخ

رغم تحذيرات وزارة التربية والتعليم ومنظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة، بعدم خروج الأمهات والآباء وراء أبنائهم خلال أدائهم امتحانات الثانوية العامة، وذلك خوفا من انتشار فيروس كورونا، إلا أن الأمهات حرصن على التواجد أمام اللجان انتظارا لأبنائهن، وسط اتخاذ البعض منهن الإجراءات الاحترازية منها الحفاظ على مسافات الآمان وارتداء الواقيات الشخصية مثل "الكمامات والجونتيات"، كما حرصت الأمهات على التواجد بعيدا عن حرم اللجان ومنهن من انتظرن بالقرب منها في شوارع جانبية.

أمام أسوار المدراس وفي الشوارع الجانبية، تفترش السيدات الأرصفة، في انتظار خروج أبنائهن، عقب أداء أولى امتحانات الثانوية العامة، يبحثن عن أي وسيلة تطمئن قلوبهن على أبنائهن، يبدو عليهن الخوف والقلق، بينما تبكي بعضهن خوفا على أولادهن في هذا العام الاستثنائي، فبوجه يلمؤه الخوف تقول منار علي، والدة أحد الطلاب، إنها قطعت مسافة نحو 60 كيلو مترا من إحدى قرى مركز بيلا إلى مركز كفر الشيخ، لتطمئن على ابنتها، "قطعت عشرات الكيلو مترات بعد من بيلا لكفر الشيخ، علشان مسيبش بنتي لوحدها، بعد قرار الوزير بنقل لجان مدارس بيلا إلى العاصمة، تركت أطفالي من أجل مرافقة ابنتي الكبرى".

بدموع لم تنقطع تروي الأم تجربتها مع السفر وابنتها قائلة: "لما قرروا ينقلوا ولادنا من بيلا لكفر الشيخ عشان الطلاب اللي كانوا بيغشوا السنة اللي فاتت مكنش ينفع أسيب بنتي، وطول الطريق توتر وقلق، دي بنتي الكبيرة وبكت عشان أرافقها، رايحة مكان غير اللي درست فيه، هتقابل ناس مش عرفاهم، ولادنا ضحايا للطلاب الغشاشين في بيلا، بنتي طول عمرها متفوقة، تخيلي نقضي يوم كامل مابين السفر والامتحان؟، الموضوع صعب علينا جدا".

وقرر وزير التربية والتعليم نقل كل طلاب مدارس مركز بيلا، للامتحانات في كفر الشيخ، عقب حدوث أعمال شغب وإلغاء الامتحانات لعشرات الطلاب العام الماضي، وعلى الرغم من صدور حكم من محكم القضاء الإداري يلغي قرار الوزير، إلا أن الوزراة استشكلت عليه ما ترتب عليه انتقال طلاب المركز للامتحان في لجان مخصصة بعاصمة المحافظة، في الوقت الذي وفرت فيه المحافظة اتوبيسات لنقل الطلاب وذويهم بـ 10جنيهات، مع إعداد نقاط لتمركز الأتوبيسات لضمان نقل الطلاب بيسر وسلامة.

لم تخلو الشوارع المحيطة للجان امتحانات الثانوية من ذوي وأقارب الطلاب، فبعض النساء تسلحن بقراءة القرآن الكريم وأخريات بالدعوات التي تتسابق للسماء، ينتظرن أولادهن لتطمئن قلوبهن، بينهن أمل عبدالله، ولية أمر طالب، "بقرأ قرآن وبدعيله، الطلاب متوترة وقلقانة بسبب كورونا، إحنا عيشنا في ظروف صعبة جدا، دا أصعب عام في الثانوية العامة، السنة اللي فاتت مكنتش قلقانة على بنتي، ومجيتش معاها اللجنة، السنة دي مختلفة ابني بيعيط كأنه طفل، وبيعاني من ضيق التنفس ولابس الكمامة بالعافية".

تضيف: "ابني عايش في توتر على طول، بسبب كورونا، وبتمنى يكون الجو في الداخل مناسب للطلاب، كفاية الرعب اللي هما فيه، أنا حاولت أخليه يأجل السنة لكن لقينا إن عام كامل هيروح من عمره، ويا عالم الوباء هينتهي امتى، وبندعي الله إنه ينجحهم وأن تمر هذه المرحلة على خير".

إلى جوار إحدى المدارس تجلس سيدة رفضت ذكر اسمها، تتساقط الدموع من عينيها خوفا على ضياع مجهود نجليها، لا تستطيع الحديث إلا بصعوبة، قائلة: "ابني السنة اللي فاتت أجل بسبب مرضه، وليا ابن تاني، علشان كدة موجودة معاهم هما الاتنين، وبتمنى ربنا ينجحهم لأننا بنمر بظروف صعبة بسبب كورونا، الحمدلله اتخذت كل الإجراءات، اشتريت لأولادي كمامات وكحول وأعطيتهم مياه مثلجة معاهم، بس مش عارفة هيدخلوهم بيها ولا لأ، بنتمنى ربنا يكرمهم".

وسادت حالة من الهدوء لجان امتحانات الثانوية العامة على مستوى محافظة كفر الشيخ بعد بدء الامتحان بدقائق، وتواجد عدد من أفراد الشرطة أمام المدارس التي يجري بها الامتحانات لتأمينها ومنع الغش بها، ووفرت المحافظة الكواشف الحرارية وبوابات التعقيم، لتعقيم الطلاب وسط الحفاظ على مسافات الأمان بين الطلاب.

وأكد المحافظ اللواء جمال نور الدين، أنه جرى تعقيم الطلاب منذ بدء دخولهم وحتى جلوسهم على الديسكات المتباعدة في أماكن الظل، كما جرى تم وضع دسكات على مسافات متباعدة في أماكن الظل بالمدارس حول الأبنية والفناء، لاستراحة الطلاب قبل دخولهم اللجان، مشيرا إلى أن اللجان ستستقبل الطلاب في الثامنة صباحا وتغلق الأبواب الساعة التاسعة، وقبل بدء الامتحان بنحو ربع ساعة يتوجه الطلاب إلى داخل اللجان.

وأوضح أنه جرى توفير المبردات والكمامات وأجهزة القياس الحراري، وحجرتي العزل بكل لجنة، مشددا على توفير الجو المناسب للطلاب.