رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

في يومه العالمي.. حكايات "أبو البنات" الصديق والحبيب الأول حتى كسرة الوداع

كتب: آية أشرف -

09:42 ص | الأحد 21 يونيو 2020

حكايات

"أبي.. أتذكر طيلة الأعوام التي قضيناها سويا، كنت أنت الرفيق والصديق، كنت الحبيب الأول ولا بعدك حبيب، فأنت من تقبلتني بعيوبي أولاً دون أن تنتقدني إلا لمصلحتي، ظللت أنت عكازا لي في طفولتي، وداعم بمراهقتي، وسند بشبابي، الذي لم يكسره سوى قضاء الله، الذي قدر بفراقك".. كلمات امتزجت بآلام الوداع ومشاعر الحب الصادقة دونتها إحدى الفتيات، تتذكر فيها ابيها، في يوم الأب العالمي الذي يحل اليوم، بعدما رحل عنها وتركها هي وشقيقاتها لمصاعب الحياة.

"أبو البنات".. بات المصطلح الذي عاشته صاحبة الرسالة مع والدها لأعوام كثيرة، ليست هي وحدها، فالكثير والكثير من الفتيات لازمهن هذا الشعور مع شقيقاتهن وأبيهن، الذي ظل يحمل مسؤولياتهن طيلة حياته، ربما طمعا في جنات النعيم، استنادا لقوله "صلى الله عليه وسلم": "من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها أدخله الله الجنة".

وفي يومه العالمي.."هن" تسلط الضوء على حكايات "أبو البنات" الصديق والحبيب الأول حتى كسرة الوداع كالتالي:

"خديجة": كان الأب والأم حتى في وجودها

تتذكر "خديجة. يحيى" 27 عاما، لحظاتها مع والدها الأب لثلاث فتيات والذي كان لديه إصرار على تأدية دور الأب والأم حتى في وجود زوجته قائلة: "كنا بالنسبة له الحياة، كان بيعملنا كل حاجة بيحضرلنا الفطار، ويودينا المدرسة، عمره ما حرمنا من حاجة ودايما يقاسمنا ابسط الحاجات".

متابعة خلال حديثها لـ"هن": "لما كنا بنغلط ووالدتي تُصر يضربنا، كان يقفل علينا الأوضة ويقولها اعملوا نفسكم بتعيطوا عشان مبحبش أمد أيدي عليكم"، موضحة:" حتى الحاجات الشخصية كنا بنطلبها منه عمرنا ما اتكسفنا، كان صاحبنا وحبيبنا".

"خديجة" التي فقدت والدها منذ 14 عاما، تتذكر لحظاته الأخيرة معها هي وشقيقاتها، قائلة:" كان مريض فيروس سي، بقينا نراقبه كل يوم خايفين يروح مننا، لحد يوم الوفاة المستشفى بلغتنا إنه خارج، واستعدينا لكدة، لكن اللي حصل إنه مخرجش وتوفى".

مختتمة:" كان نفسنا يقعد معانا ويعيش معانا لحظات كتير، كل لحظات الفرح من بعده ناقصة".

ابنتا الحاج "شديد": شايلين شغله من بعده عشان اسمه يعيش

الحاج شديد أبو "البنتين" الذي يعمل بمجال الرخام، لم يترك ابنتاه إلا وعلمهما من علمه، فلم يكتف بالمدارس والجامعات فقط، بل أعطاهم من خبرته في مجال عمله بالرخام، حتى لا تندسر مهنته عقب وفاته.

"كان بيقولوا انتوا صبيان ورجالة".. هكذا تتحدث "منار" صاحبة الـ28 عاما، عن والدها الذي فقدته منذ عامين: "بابا كان بيوديني الدروس، ووداني أنا وأختي مدارس لغات انترناشونال، ومكنش حارمنا من حاجة، لأنه كان راجل عصامي جدا، وكل التعب اللي شافه في حياته عوضوا لينا في كل حاجة".

متابعة في حديثها لـ"هن": "كان لينا أخ وربنا أراد إنه يتعب ويفقد بصره، برغم أن أبويا اتقهر عليه لكن مقللش من اهتمامه بينا أبدا في كل حاجة، كان يبوس إيدي ويقولي أنتي عندي بميت راجل".

وفاة والد الفتاة لم يكن نهاية المطاف، فعلى الرغم من بشاعة وقسوة اللحظة، تتذكر "منار" كيف علمهما "الصنعة": "كان بيخلينا نشتري الطلبات ونقف معاه في مكان شغله عشان يفضل اسمه زي ما هو عايش على طول، فضل يعلمنا ويوصينا إننا نكبر شغله من بعده".

وصية واجبة النفاذ، فبعدما فقدت الشقيقتين أبيهما، ومن بعده بشهرين شقيقهما المريض، باتا يعملان بمصنعه كالرجال حفاظا على عمله وعلمه وماله ووصيته: "والدتي معانا بتروح تجيب الرخام من شق التعبان، وأنا وأختي نقطته ونصنعه ونبيعه كمان، كله عشان اسم أبويا.. كله عشان اسم "أبو البنات" يعيش".

"آية": كان صاحب وحبيب مش مجرد أب

صدمة "آية" في وفاة والدها، الأب لثلاثة بنات، بعدما فقدته منذ 5 أشهر، لم تنسيها تفاصيل صغائر الأمور والمواقف التي جمعت بينهما وبين والدها وشقيقاتها.

وقالت صاحبة الـ25 عاما لـ"هن": "طول عمره دمه خفيف، صاحب وصديق، حتى العلاقات العاطفية كان يحب يسمعها، خناقاتنا مع صحابنا كان يحلها، عمره ما مل ولا اشتكى، عمره ما قال احكوا لوالدتكم، كان صاحبنا وحبيبنا".

تتذكر الفتاة كلمات أبيها الشهيرة: "انتوا تلت بنات هربيكم وأعلمكم عشان تدخلوني الجنة، بس متخلوش حد يلعب بقلوبكم ومشاعركم عشان دول غاليين عليا"، ومن كلماته لأبرز مواقفه معهن قائلة:" حتى المدارس كان بيوصلنا ليها وعزوماتنا لصحباتنا كان بيهتم بيها، وهدومنا كان بيشتريهالنا لحد ما كبرنا، وعمره ما داق ولا أكل أي حاجة من غيرنا".

وتتابع الفتاة العشرينية: "ضهري انكسر يوم ما كلمناه ومردش علينا، من غير ما يتعب ولا يتعبنا طبطب علينا واتشاهد وودعنا وداع خفيف زي ما كان طول عمره خفيف".