على ضفاف النيل، وفي ساحة مقر الاتحاد النوبي، تصدح أصوات محركات ماكينات الخياطة الجالس أمامها سيدات يسابقن الزمن لإنتاج أكبر قدر من الكمامات الطبية، يأتين مبكرا في التاسعة صباحا ويغادرن مع غروب الشمس متطوعين بجهدهم ووقتهم لخدمة أهل النوبة وأسوان كافة دون أي مقابل مادي.

"أول ما عرفت بالمبادرة متأخرتش لحظة جبت ماكينة الخياطة بتاعتي وجيت أساعد"، تقول السيدة النوبية ليلى سيد، واحدة من أهالي النوبة المتطوعات في مبادرة الاتحاد النوبي لتصنيع الكمامات بأيدي أهل النوبة تحت رئاسة عبد الفتاح عبدالحافظ رئيس الاتحاد النوبي.

المكان المزين جدرانه برسوم نوبية ملونة، امتلأت أركانه بخامات تصنيع الكمامات، بتبرعات الأهالي أنفسهم، وبحسب رواية عادل روسي أمين لجنة تنظيم بالاتحاد، لـ"الوطن"، بدأوا مبادرتهم الخاصة بتصنيع الكمامات بعد التواصل مع مديرية الصحة بأسوان ومديرية الطب الوقائي؛ لأخذ موافقة بالمواصفات الطبية الصحيحة للكمامات.

ليلى شاركت بماكينة الخياطة الخاصة بها في المبادرة

كمية تصل إلى 200 كمامة في اليوم الواحد، تنتجها السيدة ليلى التي تعمل في مجال المشغولات اليدوية، بمكانية الخياطة بها، يجلس بجوارها نوبيات أخريات يقضين أوقاتهن في الخياطة والأحاديث الجانبية يتناولن وجبات اليوم على المائدة نفسها، "الاتحاد بيوفرلنا الأكل والشرب طول اليوم، قاعدين شغالين مع بعض كل واحدة فينا هدفها تساعد أهل البلد".

بعد انتهاء السيدات المتطوعات من خياطة الكمامات، تبدأ مرحلة التعقيم والتكييس للحفاظ على المعايير والمواصفات التي أقرتها لهم مديرية الصحة، ومن بعد ذلك يتولى القائمون على الاتحاد النوبي توزيعها مجانا على أهالي النوبة لمنع انتشار الفيروس في البلدة المطلة على النيل، وبحسب تأكيد روسي أمين لجنة التنظيم بالاتحاد، توزيع الكمامات ليس مقتصرا على أهل النوبة بل سيتم توزيعها على أسوان كافة.