رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بين آلام الغربة والمرض.."ندى" تروي تجربة تعافيها من كورونا: خفت أموت وحدي

كتب: غادة شعبان -

08:53 م | الثلاثاء 02 يونيو 2020

ندى جمال

عرفت وسط أصدقائها بالحيوية والنشاط والتفاؤل، حققت حلمها بالعمل في المجال الذي طالما تمنته، وهو مجال التسويق الإلكتروني، وما إن خطت قدماها نحو هدفها، بالسفر للإمارات حيث مكان عملها، حتى فاجأها شبح فيروس كورونا المستجد الذي راح ضحيته الملايين في بقاع الأرض، لتجد ندى جمال، صاحبة الـ26 ربيعًا، نفسها تكافح المرض وحدها، كونها بعيدة عن أسرتها، بين الصمود والٱلم حتى تغلبت قوتها التي تكمن بداخلها على الفيروس القاتل.

تشابهت الأعراض التي شعرت بها "ندى" مع أعراض نزلات البرد العادية، إذ بدأت بالرشح والعطس وسيلان في الأنف، ثم تبعها فقدان لحاستي الشم والتذوق، مرورًا بالصداع المزمن وعدم القدرة على الحركة وبذل أي مجهود، ما جعلها تعتقد أنه ناتج عن موجة الحر والصيام خلال شهر رمضان الكريم، ليتطور الأمر لاكتشاف إحدى صديقاتها في السكن إصابتها بفيروس كورونا، لذا تطلب من الجميع الخضوع لعمل التحاليل للتأكد من إصابتهم من عدمه.

"أقدمت على عمل المسحة بعد مخالطتي لصديقتي التي تبين إصابتها بالفيروس، والتي تستغرق ما بين 24 ساعة حتى 7 أيام حتى تظهر نتائجها، ولكنني فوجئت بتطور شديد في الأعراض التي ظهرت مسبقًا"، بهذه العبارة بدأت الشابة المصرية التي تعافت من كورونا حديثها مع "الوطن"، مضيفة، "شعرت باحتقان شديد وجفاف بالأنف وكحة شديدة بالإضافة لضيق في التنفس، والتي تعتبر أكثر المشاكل التي عانيت منها، والتي بدأت في 9 مايو من الشهر الماضي".

تلقت الفتاة رسالة عبر هاتفها المحمول تفيد بضرورة إعادتها الفحص والتحاليل من جديد، وهو الأمر الذي أثار استغرابها، "لم يتلق جميع من قاموا بعمل التحاليل هذه الرسالة فقد أثبتت تحاليلهم بأن النتائح سلبية، وفي الصباح الباكر ذهبت للإعادة حتى تم إبلاغي بأن النتيجة إيجابية، وذلك في يوم 13 مايو".

ترقب نتيجة المسح أصعب من ترقب نتيجة الثانوية العامة

لم تستطع "ندى"، تدارك الموقف، خاصة بعيدًا عن أسرتها، "رجعت البيت ومش مصدقة أنه الفيروس فعلًا، وكانوا 24 ساعة ما يعلم بيهم إلا ربنا، وكأني أترقب نتيجة الثانوية العامة، بعيدًا عن التعب انتظار النتيجة كان صعبا وتعب أعصابي، حتى اليوم اللي كلموني فيه وتم تحويلي لمركز طبي للعرض على طبيب لتحديد الحالة الصحية، عملت أشعة رنيم ورسم قلب وعينات وتحاليل دم ومسحة أخرى".

ندى: عدم القدرة على التنفس كان أصعب الأعراض

تم حجز "ندى"، داخل مستشفى "يونيفرسال" في مدينة العين، بإمارة أبو ظبي، وبدأت رحلة علاجها، والتي بدأت حالتها في السوء إذ تم وضعها على أجهزة تنفس، لمدة يومين بالإضافة لحصولها على 4 جلسات أكسجين في اليوم بـ "Oxygen mask"، ثم "nasal oxygen"، قائلة "صعوبة التنفس كانت أصعب حاجة في كل الأعراض، ومع وجودي في المستشفى الأعراض كانت بتزيد ويظهر أعراض مكنتش موجودة أصلا، الصداع زاد، الكحة بقت شديدة أكتر، وجع جامد في جسمي وصدري، بالإضافة للتنميل كنت بحس إني هتشل مش هعرف أتحرك تاني، والدوخة كانت بتخليني متحركش من السرير، كنت باخد منوم لمدة 3 أيام بالإضافة للمسكنات".

"عملت 7 مسحات من أول المرض لحد ما خرجت منهم واحدة سلبي دي اللي خرجتني من المستشفى، ولسه قدامي 14 يوما للحجر في البيت، ممنوع أخرج لحد ما الأعراض تختفي تماما لأنه مازال لسه فيه أعراض، وبعد الـ 14 يوم هعمل المسحة الأخيرة اللي أتمنى تطلع سلبي وتنتهي حكاية كورونا، أنا مكنتش بخرج ولا بختلط بحد من أول شهر 3".

وعن كيفية استقبال أسرتها والمحيطين بها لإصابتها بالفيروس، قالت، "خبيت على والدتي في الأول، عرفت من صاحبتي هي مقيمة في الإمارات، طبعًا كانت بتكون متماسكة جدا وتطمني وتقويني بس كانت طول الوقت خايفة عليا وصاحبتي اللي هنا كانت دايما تيجي تقولي طمنيني، كنت بفتح فيديو كول واسيبه كدة ومش بتكلم بس عشان تفضل شيفاني".

"الوهم نصف الداء والاطمئنان نصف الدواء"

"منكرش أيام كنت بخاف أموت لوحدي، وأوقات تانية كانت نفسيتي بتتاثر إني في غرفة مقفول عليا ولا باب ولا شباك بيتفتح ولا بخرج منها وكل اللي بيدخل عليا مش بعرف راجل ولا ست عشان مش ظاهر منهم حاجة"، بهذه العبارة تابعت "ندى"، سرد قصتها، مضيفة، "وفيه واحده زميلتي كانت إيجابي ومفيش عندها أي أعراض و3 أيام وعملت مسحة تانية طلع سلبي، وناس كتير ممكن يكون جالها".

ندى تروي صعوبات المرض وتوجه نصيحة للمرضى

وعن تجربة كورونا، قالت ندى، "كانت صعبة جدًا ومحدش هيستوعب صعوبة الأعراض اللي بحكي عنها دي ومتمناش حد يحس بيها والله أبدًا وربنا يحفظ الجميع".

ووجهت نصيحة للمصابين وغير المصابين، قائلةً: "أهم حاجة في كل ده مهما كانت الحالة صعبة، الثقه في الله أنها فترة وهتعدي، بلاش الناس تتعامل مع الموضوع أنه النهاية، لأني أعرف شخص أعراضة كانت مش صعبة، ومات عشان الوهم موته، وناس حالتها كانت أصعب مني وطلعت عشان كانت قوية كفاية وواثقة في ربنا إنها هتخف، واستطاعت التغلب عليه وتمكنت أمس من الخروج من المستشفى لسه عندي الأعراض ولكن أخف من الأول".