رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

صحة

"بودرة مسرطنة للأطفال".. أزمة شركة جونسون من التقاضي للاعتراف

كتب: آية المليجى -

04:40 م | الأربعاء 20 مايو 2020

بودرة تلك جونسون آند جونسون

لسنوات طوال باتت "بودرة التلك" لشركة "جونسون أند جونسون" شيء أساسي من مستلزمات الأطفال وأيضًا تعتمد عليها السيدات لكنها تأتي في شكل المناديل المبللة، لكن الأمر كله اختلف قبل 4 سنوات حينما ظهرت تقارير وتحدث مستهليكن عن أضرار لاحقت بهم من استخدام "بودرة التلك" وصلت لإصابتهم بالسرطان.

وعقب النزاعات القضائية التي وصلت لسنوات ودفع مليارات الدولارات التي فرضت على الشركة لدفعها كتعويض للمتضررين، أعلنت شركة "جونسون أند جونسون" التوقف عن بيع منتجها الأساسي، مسحوق "بيبي باودر" للأطفال، في الولايات المتحدة وكندا.

ويرصد "هن" في هذا التقرير قصة أزمة "جونسون أند جونسون" التي انتهت بالتوقف في الولايات المتحدة وكندا.

مادة مسرطنة

قبل سنوات كانت الدعاوى القضائية ضد الشركة المعروفة بدأت تتخذها طريقها إلى المحاكم، نظرًا للإصابات التي لاحقت إثر استخدام مادة "بودرة التلك" من "جونسون آند جونسون"، بزعم أن البودرة تحتوي على مادة الأسبستوس، وهي المادة المسرطنة المعروفة، منذ عام 1999 وتقاعست عن تحذير المستخدمين.

ظلت المزاعم تتردد على كون "بودرة التلك" للشركة المعروفة تحتوي على مادة مسرطنة، بعدما رفعت الدعاوى القضائية والتي غالبًا ما تنتهي بإلزام الشركة بدفع التعويضات.

وحسمت إدارة الدواء والغذاء الأمريكية الأمر، إذ ذكرت أنها عثرت على آثار مادة الأسبستوس المسرطنة، بعد اختبارات أجرتها، بحسب تقرير ذكرته "سكاي نيوز".

تعويض للمتضررين

أكثر من 16 ألف دعوى قضائية مرفوعة ضد "جونسون أند جونسون"، وغالبًا ما  حصل أصحابها على تعويض بالملايين، ويرصد "هن" بعض النماذج لسيدات حصلن على المبالغ التعويضية.

ففي العام 2017 كانت هيئة المحلفين بمحكمة في ولاية ميزوري الأمريكية، ألزمت الشركة بدفع أكثر من 110 مليون دولار، لامرأة من فرجينيا تقول إنها أصيبت بسرطان المبيض، بسبب استخدامها لمستحضرات النظافة الشخصية النسائية التي تنتجها الشركة وتحتوي على مادة التلك.

أما "نانسي كابيبي" وهي سيدة أمريكية، وتبلغ من العمر 71 عامًا، حصلت على أكثر من 40 مليون دولار كتعويض مالي إثر قضية رفعتها على شركة جونسون آند جونسون، وذلك بعد إصابتها بنوع نادر من السرطان يطلق عليه اسم "الظهارة المتوسطة"، وهو سرطان مميت يصيب عادة بطانة الرئتين، فهو مرتبط بمادة الأسبستوس الموجودة في بودرة تقوم الشركة بإنتاجها.

أما في العام 2018 استئنفت الشركة الدعوى القضائية ضد حكم ألزمها بدفع 4.7 مليار دولار كتعويض لإثنتي وعشرين امرأة، زعمت أن تلك المنتجات تسببت في إصابتهن بسرطان الرحم، بحسب تقرير أورده "بي بي سي".

"رويترز": جونسون تعترف

وأمام كل هذه الاتهامات والمبالغ التعويضية، كانت شركة "جونسون أند جونسون" تؤكد أن منتجاتها آمنة ولا تحتوي على المادة المسرطنة، لكن تقرير نشرته وكالة "رويترز"  في أواخر عام 2018، أفاد بأن الشركة كانت على علم منذ عقود بوجود مادة الأسبستوس أو الحرير الصخري في بودرة الأطفال الخاصة بها.

وكانت الشركة تبذل مجهودًا لحماية منتجها الشهير، من خلال تشكيل الأبحاث وتعيين مديرين طبيين عالميين، لكنها اضطرت لتسليم آلاف الصفحات من مذكرات الشركة والتقارير الداخلية وغيرها من الوثائق السرية للجهات المختصة.

جونسون تنكر اعترافها

أيام من نشر تقرير "رويترز"، ولاحقت أضرار اقتصادية بالشركة إذ هبطت أسهم البيع بنسبة بلغت 10 بالمئة، وكانت أسوأ عملية بيع مرت على الشركة خلال 16 عامًا.

وخرجت وقتها إدارة الشركة الأمريكية تنكر تقرير "رويترز" وأنها لم تكن على علم بوجود المادة المسرطنة التي تحظر منظمة الصحة العالمية من استخدامها، ووصفت تقرير "رويترز" بأنه "من جانب واحد وكاذب وتحريضي"، بحسب ما ذكرته "سكاي نيوز" وقتها.

مؤامرة سخيفة.. ووقف بيع منتجاتها

وفي الوقت الذي تؤكد فيه شركة "جونسون آند جونسون" على سلامة منتجاتها وأنها خالية من مواد مسرطنة، كما أنها وصفت كل التقارير التي تتحدث عن أضرار "بودرة التلك" وما تسبب من الإصابة بالسرطان، بـ"نظرية مؤامرة سخيفة".

كانت الدعاوى القضائية تتزايد ضدها حتى وصلت إلى 16 ألف دعوى قضائية تطالبها بالتعويضات التي وصلت إلى مليارات الدولارات، حتى قررت الشركة بالأمس، الإعلان عن توقف بيع المسحوق الذي تنتجه الشركة للأطفال، في الولايات المتحدة وكندا.

لكنها، أوضحت أن هذه الخطوة تأتي كجزء من إعادة تقييم منتجاتها بعد أزمة جائحة "كوفيد-19"، وليس إثبات منها بأن منتجاتها تحتوي على المواد المسرطنة، إذ أكدت أيضًا أن الطلب على بودرة التلك انخفض في أمريكا الشمالية بسبب "تغيير عادات المستهلكين، والتضليل بشأن سلامة المنتج"، مما جعلها تواجه "وابلا مستمرا" من المحامين لمقاضاة الشركة.