رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

الرئيس أعلن إصابتهن.. قصة أندونسيات علمن بحملهن كورونا عبر التلفاز

كتب: (وكالات) -

10:48 ص | الخميس 07 مايو 2020

فيروس كورونا

عانت سيتا تياسوتامي، صاحبة الـ31 عامًا، من حمى شديدة وغثيان وسعال جاف، وظهرت عليها جميع الأعراض الواضحة التي تشير إلى إصابتها بفيروس كورونا، وعلى الرغم من ذلك، أثناء وجودها بمستشفى بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا، لم تُشخّص حالتها المرضية، ولا والدتها، ماريا دارماننغسي، صاحبة الـ64 عامًا، التي دخلت للعلاج في نفس المستشفى.

كانت تياسوتامي ووالدتها، في غرفتين منفصلتين داخل المستشفى، تنتظران بفارغ الصبر نتائج اختبارات اكتشاف فيروس كورونا، وإذا بالرئيس الإندونيسي، يدلي بتصريح صادم للكل.

قال الرئيس جوكو ويدودو، خلال مؤتمر صحفي بثه التلفزيون للأمة، إن مواطنتين إندونيسيتين ثبتت إصابتهما بفيروس كورونا، وهما أول حالتي إصابة مؤكدة في البلاد، وتتلقيان العلاج في مستشفى للأمراض المعدية في جاكرتا.

دفع تصريح الرئيس الإندونيسي، الذي بُث على شاشات التلفزيون في المستشفى، تياسوتامي ووالدتها إلى عدم التصديق، إذ تحدث ويدودو عن مريضتين في نفس المستشفى الذي تتلقيان العلاج فيه، مشيرا إلى أعمارهما، وأعراضهما المرضية، وتاريخ الاتصال بينهما

شعرت الابنة بألم في رأسها، وسألت ممرضة، إن كان المستشفى يعالج حاليا أي مرضى آخرين مصابين بفيروس كورونا، وعندما أجابت الممرضة بـ "لا"، كانت الحقيقة مؤلمة.

وقالت تياسوتامي لبي بي سي: "كنت في حيرة من أمري، كنت غاضبة وحزينة، لم أعرف ماذا أفعل، فالأمر تداولته جميع وسائل الإعلام".

كانت تياسوتامي، قبل تشخيص حالتها، تعمل راقصة محترفة ومديرة للفنون المسرحية، وبعد تشخيص حالتها، أصبح تحديد هويتها ينحصر في كلمتين تصفان وضعا مخزيا: "الحالة الأولى"

سرّب أحد الأشخاص سجلاتها الطبية، فأصبحت في غضون ساعات، وجها لوصول فيروس كورونا إلى إندونيسيا

بدأت الحالة المرضية، عندما شعرت تياسوتامي في البداية بألم في حلقها، واعتقدت أنه ليس هناك ما يدعو للقلق.

وفي صباح يوم 17 فبراير، استيقظت على أعراض كانت أكثر من مجرد علامات على الإصابة بمرض عادي، والدتها دارماننغسي، أستاذة الرقص في معهد جاكرتا للفنون، في وقت لاحق خلال نفس الأسبوع، وساءت حالتها الصحية بعد عرض راقص في 23 فبراير، وشعورها بـ "إعياء شديد".

ذهبت الأم وابنتها لإجراء فحوص طبية في مستشفى محلي في ديبوك، على مشارف جاكرتا.

وشخّص الطبيب في البداية حالة الأم، على أنها إصابة بمرض التيفوس، وهو مرض بكتيري ينتشر عن طريق القمل أو البراغيث، بينما شخّص حالة الابنة على أنها التهاب رئوي قصبي.

وقالت تياسوتامي: "طلبنا الخضوع لاختبار اكتشاف فيروس كورونا، ورفضوا طلبنا لأن المستشفى لم يكن فيه الإمكانات المناسبة في ذلك الوقت".

أُحتُجزت الأم وابنتها في المستشفى في 27 فبراير، ولم تعلمان أن مسببات المرض تغزو خلاياهما، وبعد نحو 24 ساعة، عرفت تياسوتامي معلومة صادمة من صديقة، اتصلت بها وأخبرتها بأن امرأة يابانية، جاءت نتائج فحصها إيجابية الإصابة بفيروس كورونا، حضرت نفس الحفل الراقص.

وقالت تياسوتامي: "لهذا السبب أصررت مرة أخرى وطلبت من الطبيب إجراء الفحص".

وافق الأطباء هذه المرة على طلبها، ونُقلت هي ووالدتها إلى مستشفى "سوليانتي ساروسو" للأمراض المعدية في جاكرتا، وخضعتا لاختبار مسحة اكتشاف فيروس كورونا.

توقعت تياسوتامي ووالدتها، أن يخبرهما الطبيب بنتائج الفحص، لكن بدلا من ذلك، قرأ الرئيس ويدودو تشخيص حالتهما على الملأ، في الثاني من مارس، وكانت مفاجأة لهما كما كانت مفاجأة للبلد.

مرت بضعة أيام، قبل أن تعرف تياسوتامي ووالدتها أنه بمقتضى القانون، في حالة تفشي المرض، يجب إبلاغ الرئيس أولا بالتشخيص قبل المريض.

وكان رد الفعل على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، في ظل ترويج معلومات خاطئة عن حياة المريضتين، قاسيا ولا رحمة فيه.

وقالت راتري أنيندياجاتي، شقيقة تياسوتامي الكبرى، لبي بي سي: "انتقدوا سيتا (تياسوتامي) وألقوا عليها باللائمة في جلب الفيروس إلى إندونيسيا، وألقوا عليها باللائمة بسبب فقدانهم وظائفهم، أو الانفصال عن عائلاتهم".

وتعد إندونيسيا الآن واحدة من أشد دول منطقة جنوب شرق آسيا تضررا بالفيروس، حيث سجلت حتى الآن نحو 12 ألف حالة إصابة فضلا عن تسجيل نحو 900 حالة وفاة.

وقالت تياسوتامي، إن وسائل الإعلام يجب أن تتحمل أيضا مسؤوليتها عن الطريقة التي أعلنت بها تشخيص حالتها، وأضافت: "توجد ثقافة إلقاء اللوم على الضحايا".

وتعتقد تياسوتامي، أن وسائل الإعلام تجاوزت حدودها، وتقول إنها شعرت أثناء مشاهدة التلفزيون في المستشفى، أن المراسلين "يقصفون" منزلها.

واضطر جميع من كانوا في منزل تياسوتامي إلى إجراء اختبار اكتشاف فيروس كورونا، بما في ذلك شقيقتها الكبرى، أنيندياجاتي، مديرة فنية تبلغ من العمر 33 عاما، تعيش في فيينا، وأصيبت بالمرض وتعافت بعد وصوله إلى إندونيسيا لقضاء عطلة في أوائل فبراير، بعد أن أكدت الاختبارات شكوك أنيندياجاتي بالفعل، وانضمت إلى أسرتها في العزل في نفس المستشفى، وهي معروفة باسم الحالة الثالثة في إندونيسيا.

وباستثناء بعض المضاعفات، مرت فترة النقاهة بسلاسة، إلى حد ما، بالنسبة للمريضات الثلاث.

خرجت أنيندياجاتي وتياسوتامي من المستشفى في 13 مارس، بعد قضاء 14 يوما في العزل، وكانت لحظة سعيدة لكنها مفعمة بالحزن، إذ تحتم بقاء والدتهما في المستشفى لمدة ثلاثة أيام أخرى حتى تتعافى بالكامل، ولم تشعر الأم بالوحدة، بعد أن حافظت الابنتان على صحبتها، وإن كان ذلك عن بعد.

قالت السيدات، إن التجربة غيرت حياتهن إلى الأبد، وأضافت الأم دارماننغسي: "أشعر بأن لدي فرصة ثانية في الحياة"

وتدعم الأسرة العائلات قليلة الحظ، فضلا عن تقديمهن المشورة لكل من يطلب منهن ذلك، كما تبرعن بدمائهن لإجراء الباحثين تجارب على ابتكار علاج محتمل لفيروس كورونا.