بعيدا عن أنين المرضى ورائحة الدواء التي تفوح أرجاء المستشفى، تناست مي منسي، أحد أفراد التمريض بمستشفى قها للعزل في القليوبية، لبضع دقائق، مهمتها الرئيسية التي جاءت من أجلها لسحب عينات الدم من مصابي فيروس كورونا وإعطاءهم الجرعات العلاجية المحددة لهم في موعدها، ووقفت ترقص بصحبة طفلتين شقيقتين تقيمان بأحد غرف المستشفى بعد التأكد من إصابتهم بالفيروس المستجد في محاولة منها لتخفيف التجربة الصعبة عليهم.

في الأسبوع الأول من شهر أبريل الجاري، استقبلت مستشفى قها المركزي للعزل، الطفلتين  سلمى(9 سنوات) ومريم(5 سنوات) بعد إصابتهما بفيروس كورونا بعدوى من الجدة والعمة، كانت مي في استقبالهما، ومن المتابعين لحالتهما منذ اليوم الأول، بعد تحويلهما من مستشفى أشمون للحميات.

الممرضة: فوجئت بعمة الأطفال تقوم بتوثيق اللحظة بكاميرا الموبايل

كواليس الفيديو المتداول للممرضة وهي ترقص مع الطفلتين في أحد غرف المستشفى يرجع إلى مساء أحد الأيام، حين جاء موعد جرعة الدواء الليلية، حيث لاحظت الممرضة العشرينية خوف الطفلتين: "كانت الساعة 10 بليل وهما بيستعدوا للنوم بعد يوم طويل كانوا بيهربوا مني عشان مياخدوش الدوا حاولت أرقص وأغني معاهم سكر حلوة الدنيا سكر عشان يطمنوا ويتقبلوني وأقدر أديلهم العلاج"، تقول الممرضة مي التي ظهرت في الفيديو المتداول لـ"الوطن".

ملامح وجه الطفلتين تحولت تماما بعد دقائق الرقص والغناء القليلة بمشاركة الممرضة مي، حتى تقبلا الأمر وتناولا العلاج من يدها، دون علمها بتوثيق اللحظات بكاميرا أحد الهواتف المحمولة، "مكنتش واخدة بالي إن عمتهم اللي محجوزة معاهم في الأوضة بتصورني وأنا برقص معاهم"، حسب تعبير الممرضة. 

"ملاك الرحمة" مي، التي ظهرت في الفيديو المتداول بعد تركيبه على أغنية الأطفال الشهيرة"كان في فراشة صغيرة"، اعتبرت ما قامت به واجب إنساني نحو المريض بخاصة في هذا السن الصغير: "هما أطفال خايفين ومش فاهمين حاجة كلنا بنحاول نخفف عنهم وهنعدي الأزمة على خير".

ونشرت الصفحة الرسمية لمستشفى قها المركزي مقطع الفيديو للمرضة مي وهي ترقص مع الطفلتين، مرفقة إياه بعبارة "متخافوش مصر بخير، مصر قوية".