رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

صحة

طرق تجنب الآثار النفسية للعزل المنزلي.. فرصة لتبني أسلوب حياة صحي

كتب: وكالات -

10:06 م | الجمعة 03 أبريل 2020

صورة أرشيفية

 لم يكن يتوقع الملايين حول العالم أن يتم عزلهم عن ممارسة الحياة اليومية بهذا الشكل الأقرب لانغلاق قسري بين جدران البيت لعدة أيام أو أسابيع نتيجة للعزل المنزلي المفروض في عدة بلدان عبر العالم في خطوة لاحتواء تفشي فيروس كورونا.

وقد يترك الحجر المنزلي آثار نفسية وخيمة على الأفراد، تقتضي المتابعة والعلاج لدى المختصين.

ووفقا لفرنسا ٢٤، فإنه بالنسبة إلى الأخصائي النفساني المغربي أسامة لحلو، فإن "القلق والتوتر والانفعال" من أبرز "التأثيرات النفسية" التي تنتشر في مثل هذه الحالات.

وقال لحلو، إن الذين هم في وضعية نفسية هشة معرضون "أكثر من غيرهم للإصابة بهذه المشاكل النفسية".

ويؤكد مركز الدراسات البريطاني "معهد كينجز كوليدج" في دراسة نشرت بالمجلة الصحية "دو لنسي"، أن "الحجر الصحي عموما هو تجربة غير مرضية بالنسبة لمن يخضعون لها"، ويعتبر أن "العزل عن الأهل والأحباب، فقدان الحرية، الارتياب من تطورات المرض، والملل، كلها عوامل يمكنها أن تتسبب في حالات مأساوية".

ولف المعالج النفسي أسامة لحلو إلى أن "العامل الاجتماعي مهم ويمكن أن يؤثر بقوة في نفسية الأشخاص الموجودين رهن الحجر الصحي" مضيفا أن الأشخاص الذين يفقدون وظائفهم في مثل هذه الظروف قد يتعرضون لمشاكل نفسية، فالصعوبات المادية الخطيرة يمكن أن تتسبب في مشاكل نفسية حادة، حسب ما صرح لفرانس24 البروفيسور نييل جرينورج  من معهد "معهد كينجز كوليدج" وهو أحد موقعي الدراسة التي نشرت بالمجلة الصحية "دو لنسي".

ولطريقة تدبير وقت الحجر الصحي في المنازل أهميتها في تجنب الوقوع في مشاكل نفسية أو أسرية، ويرى الأخصائي المغربي في العلاج النفسي أسامة لحلو أنه يمكن الاستفادة من وقت الحجر الصحي "بطريقة إيجابية، إذا تمكنا من استغلاله في أمور تعود علينا وعلى أسرنا بالنفع".

وليست هناك حلول سحرية لتجاوز الوقوع في مشاكل نفسية أو التصادم مع المحيط العائلي، كما يحاول أن يشرح لنا الأخصائي المغربي، فالأمر مرتبط باجتهاد الأولياء في إيجاد أنشطة يمكن أن تشغل جزءا مهما من الوقت "الطويل" خلال العزل الصحي، حيث من المفروض أن تكون لهم "رؤية استباقية" لما يمكن أن تؤول إليه الأمور في حال الاستمرار في الحجر الصحي دون منهجية واقية من الوقوع في مخاطر نفسية واجتماعية.

ويؤكد لحلو أن التعرض بشكل مستمر للأخبار لا يساعد الصحة النفسية لدى الأشخاص الموجودين رهن الحجر الصحي، وينصح أن "يتم استماع ومشاهدة الأخبار في مناسبة واحدة خلال اليوم من وسائل إعلام رسمية، والابتعاد عن جميع الأخبار التي يكون مصدرها أفراد أو جهات غير معروفة".

وبدوره يلفت البروفيسور نييل جرينورج  إلى أن "الأخبار الزائفة ووسائل الإعلام يمكن أن تغذي القلق".

ولقضاء وقت الحجر الصحي يوميا في أجواء "هادئة ونافعة"، يقترح الأخصائي المغربي وضع جدول زمني محدد، يتضمن كل ما يجب القيام به خلال اليوم، مع تحديد ساعات دعم للأطفال في تلقي دروسهم وإنجاز تمارينهم.

ويرى أن الحجر الصحي فرصة للاستفادة من الدفء العائلي بمشاركة الأسرة أنشطة ترفيهية، دون أن ينسى أهمية الرياضة للجميع في مثل هذه الأوقات.

وحذر من الانغماس في أساليب عيش غير صحية أثناء الحجر الصحي، حيث يكتفي البعض بالأكل والنوم، وهذه الشريحة ستكون أكبر المتضررين أيضا أثناء انتهاء الحجر الصحي، لأنهم سيفقدون الإيقاع الاعتيادي للحياة اليومية، ويصعب عليهم التأقلم مجددا معها، كما يحذر الأطباء من الإدمان على الكحول خلال هذه الفترة.

ويشدد البروفيسور نييل على أنه يجب الاستفادة من فرصة الحجر "لتبني أسلوب حياة صحي": "لقد حان الوقت للنوم بشكل جيد وتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة قدر الإمكان وتجنب العادات غير الصحية مثل الإفراط في شرب الكحول أو التدخين أو القمار".

وعن دور السلطات للخروج من هذه المرحلة بأقل الأضرار النفسية، تؤكد الدراسة لمعهد كينجز كوليدج البريطاني على أهمية المعلومة في هذا الظرف، ويعتبرها "أساسية". "فالتواصل بانتظام عبر توفير الحقيقة بشأن الحجر الصحي وشرح ما يحدث، يجعل من السهل قضاء هذه الفترة" الصعبة والاستثنائية، حسب البروفيسور نييل.