يعجز نحو 9 ملايين شخص من الصم والبكم في مصر، عن فهم حملات التوعية الصوتية التي تبثها المنصات الإعلامية عبر شاشات التلفزيون وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي للوقاية من فيروس كورونا الجديد، يقرأون المنشورات المكتوبة جيدا ويعيقهم سماع نصائح الأطباء، لهم الحق في الوعي التام والإلمام بما يدور حولهم كأي شخص في المجتمع، وانطلاقا من ذلك أطلقت إحدى الفتيات مبادرة توعية بلغة الإشارة لمساعدة تلك الفئة المجتمعية.

بعد أن تصدرت أزمة فيروس كورونا الأخبار العالمية والمحلية، انطلقت شرارة الفكرة إلى ذهن ندى سعيد، لإطلاق حملة توعية بلغة الإشارة لمساعدة فئة الصم والبكم في مصر على الإلمام بكل تعليمات الوقاية وأعراض الفيروس، وحسب روايتها لـ"الوطن" بدأت بتسجيل مقاطع فيديو منفصلة أحدهم يشمل طرق الوقاية من الإصابة بالفيروس، وآخر يشمل توعية بالأطعمة التي تزيد من المناعة،"من حقهم يعرفوا كل حاجة زينا".

ندى التي تعمل مترجمة لغة إشارة بمركز خدمات ذوي الإعاقة بجامعة المنصورة، خصصت ساعات من يومها على إعداد وتصوير مقاطع الفيديو بمشاركة فريق من الشباب المتطوعين معها، معتمدة في ذلك على بيانات رسمية وتحت إشراف أساتذة بجامعة المنصورة قبل أن تبثها في شكلها الأخير عبر صفحتها على موقع فيس بوك: "لسه مكملين تصوير مقاطع فيديو لنصيحتهم بالبقاء في البيت وعدم الخروج من المنزل حفاظا على صحتهم"، حسب قولها.

تسعى الطالبة في السنة الأخيرة بكلية التربية طفولة مبكرة قسم ذوي الاحتياجات الخاصة، دائما لاستغلال معرفتها وإجادتها لغة الإشارة لمساعدة فئة الصم والبكم، وشاركت في تنفيذ مبادرة لتعليم لغة الإشارة للأصحاء انطلقت من جامعة المنصورة في مختلف كلياتها وفي كلية طب قصر العيني لمساعدة الصم والبكم على التعايش في المجتمع بشكل أيسر، وترى فيما تقوم به الآن ضرورة لحمايتهم من خطر فيروس كورونا، "واجبنا نساعدهم".

الفكرة جرت تحت إشراف الدكتور أشرف عبدالباسط رئيس جامعة المنصورة، والدكتور محمد عطية نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب وتحت إدارة مركز خدمات الأشخاص ذوي الإعاقة بجامعة المنصورة الذي يرأسه الدكتورة سماح خميس مدير المركز والدكتورة إيمان أبوالفضل نائب مدير المركز.