كتب: يسرا محمود -
12:38 ص | السبت 21 مارس 2020
داخل صالة شقته القابعة في محافظة القاهرة، أقام يحيى إسماعيل مخرج الأفلام، شعائر صلاة الجمعة، ملقيا الخطبة في حضور زوجته هبة رافع، وطفليهما، عوضا عن عدم خروجهم إلى المسجد، في ظل دعوات "البقاء في المنزل" كإجراء وقائي ضد تفشي فيروس كورونا.
"هُن" تواصل مع "يحيى" و"هبة"، للحديث عن كواليس تجربة خطبة الجمعة المنزلية، ليروي المخرج الشاب، أن زوجته هي صاحبة الفكرة، حيث اقترحتها عليه قبل الأذان بنحو 30 دقيقة: "سألتني هتصلي في الجامع، قولتها لأ، كل واحد يصليها هنا لوحده، فطلبت إننا نصلي مع بعض، ومكنش الفكرة دي جت في دماغي".
الأب بدأ سريعا في الإعداد للخطبة المبسطة، عن الجانب الإيجابي لمرض كورونا، الذي أشعرنا بتغافلنا واعتيادنا للعديد من النعم، وأهمية الثقة في حكمة الخالق، الذي يريد الخير للجميع، ودائما يحمل البلاء الكثير من المميزات، كالانخفاض الملحوظ في نسبة تلوث الهواء على مستوى كوكب الأرض، بسبب العزل المنزلي والطبي في العديد من الدول بسبب الفيروس المتسجد.
بمجرد مرور 10 دقائق، انتهى "إسماعيل" من الخطبة، ثم صلى جماعة بجميع أفراد أسرته، ليلتزم دون أن يدري بضوابط خطبة الجمعة، التي وضعتها الأوقاف، من حيث قِصر مدة الحديث، والحديث في المنابر اليوم، عن الوباء العالمي.
"حبيت لمتنا، وكنت حريصة اننا نعيش ولادنا روحانيات في زمن كورونا".. بتلك الكلمات عبرت زوجة "يحيى" عن سعادتها بتلك التجربة التلقائية، وسط تلقيها ردود أفعال واسعة بين المنبهرين بالفكرة والمعارضين لها، من أبرز التعليقات: "انتم بتخترعوا دين جديد"، و"ياريت كل الناس تقلدكم"، و"هذا مثال رائع للتفكير خارج الصندوق".
التعليقات دفعت" هبة" للبحث عن الحكم الفقهي في صلاة الجمعة جماعة في المنزل، لتكتشف تنوعا في الآراء الفقهية، وسبب الصلاة بأربع ركعات بدلا من اثنين: "الواحد بيتعلم، ولو حد عنده فكرة أحسن ياريت ينفذها، وكلنا نستفاد".
رغبتها في تطوير الخطبة، جعلها تفكر في إجراء استطلاع رأي لابنتها ذات الـ11 ربيعا، وطفلها صاحب الـ8 سنوات، حول الموضوع الذي يرغبان في الاستماع إليه في خطبة الجمعة المقبلة في المنزل، مختتمة حديثها: "رغم سلبيات القعدة في البيت، إلا أنه خلانا نقرب من بعض، وعزز معنى الأسرة".
أكد عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الأسبق، في حديثه لـ"هُن"، أن من شروط صحة صلاة الجمعة أن يكون الشخص في المسجد، ولا تصح الجمعة بغير ذلك، وأشار إلى أن الإسلام أباح التخلف عن أداء الجمعة إذا كان هناك أمراض، أو خاف الإنسان على نفسه أو أمطار شديدة، فيجوز للإنسان أن يصلي بدلا منها الظهر بأربع ركعات.
