رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

خرجت منه بجسد نحيل.. متعافية تروي حكايتها مع فيروس كورونا

كتب: وكالات -

09:20 ص | الجمعة 20 مارس 2020

سيدة ترتدي كمامة للوقاية من كورونا

لم تكن تعلم ساندرين هوريز شوليتسكي، البالغة من العمر 48 عاما، والتي تعمل كمساعدة مدير مدرسة جان دو لا فونتان للمرحلة الإعدادية بمنطقة لواز بشمال فرنسا، كانت من أوائل الفرنسيين الذين أصيبوا بكوفيد-19، أو فيروس كورونا.

ووفقا لـ "فرنسا 24" بدأت القصة ليلة 25 إلى 26 فبراير حين توفي زميلها، أستاذ مادة التكنولوجيا بنفس المدرسة عن عمر ناهز 60 عام، وبعد مرور ثلاثة أيام فقط، ولم تكد ساندرين تستفيق من حزنها على رحيل زميلها المفاجئ حتى علمت أنها حاملة للفيروس.

وتابعت قائلة: "حينها قررت عزل نفسي عن زوجي وطفلتي"، مضيفة أنها وبعد مرور أربعة أيام، اتصلت بطبيبها لتخبره بأنها تعاني من سعال والتهاب في الجيوب الأنفية، فقرر الطبيب إعطاءها مضادات حيوية وذهبت للمدرسة وهناك قرر طبيب العمل الخاص بالهيئة التعليمية وضعها قيد الحجر الصحي وطلب منها إبلاغ الطوارئ وبعد التحاليل وفي 29 فبراير، تلقت المعلمة اتصالا لإخبارها أنها مصابة بفيروس كورونا، وأن عليها أن تظل في المستشفى للخضوع لاختبار آخر في 2 مارس وكانت النتائج إيجابية لتتأكد إصابتها بالفيروس.

المثير في الأمر أنها حين دخلت إلى المستشفى لم يظهر عليها أي أعراض، فانخفضت حرارتها وتوقفت عن السعال، لم تكن تعاني إلا من صداع شديد وإسهال وفقدان لحاسة الشم.

وتروي المريضة السابقة أن المصابين بفيروس كورونا يخضعون إلى إجمالي أربعة تحاليل مختلفة، مشيرة إلى أنها خضعت بالفعل لاختبار ثالث استغرق صدور نتائجه وقتا طويلا نظرا لبدء انتشار الفيروس في فرنسا حينها، ثم لاختبار رابع أكد إصابتها بالمرض.

وعلمت ساندرين في 16 مارس أنها ستظل في المستشفى لمدة سبعة أيام إضافية، رغم أنها لم تتلق أي علاج حتى ذلك اليوم، إلا أن الفريق الطبي أخبرها أنه في حال لم تظهر عليها أعراض المرض في غضون سبعة أيام، سوف تمر بفحص طبي وليس باختبار ومن ثم يمكن اعتبارها "متعافية".

يمثل العبء النفسي على المريض ضغطا هائلا، فشبح الانتظار ومراقبة النفس عن كثب مرهق نفسيا، وهو ما أكدته المريضة السابقة قائلة: "حاولت أن أبقى صامدة هادئة ولجأت إلى تطبيقات تساعد على التأمل والهدوء، وأقنعت نفسي أنه في غضون سبعة أيام من الحجر الصحي في المستشفى سوف أتعافى من هذا المرض"، مضيفة "مرت 26 ليلة وضحاها بدون أن أضم ابنتي وزوجي".

وتقول المريضة المتعافية من الفيروس: "أخبرني الأطباء أنه بإمكاني أن أقوم بالحجر الصحي في الطابق الأرضي لمنزلي ولكني لم أسمح لنفسي بذلك، فقد أردت التأكد من سلامة ابنتي وزوجي". 

ولم تمتنع ساندرين تماما عن رؤية زوجها وابنتها فهي تقول إنها "محظوظة" لكونها تعيش في الريف، فقد كان بإمكانها التنزه مع زوجها وابنتها وهي مرتدية القناع الطبي ومتلفحة بحجاب فوق القناع للتأكد من عدم انتشار أي رذاذ من فمها أو أنفها.

وقالت ساندرين وفقا لـ"فرنسا 24" نقلا عن حوارها مع صحيفة ليموند الفرنسية: "حين كنت أذهب للتنزه وعلى الرغم من ارتدائي القناع الطبي إلا أن المارة كانوا يبتعدون عني".

وأضافت: "في قريتي الصغيرة، حين علم السكان بتسجيل حالة إصابة بالفيروس، تسابقوا إلى معرفة من هي ومن أي عائلة؟، لم أكن أريد أن أعرض ابنتي إلى مثل هذا الموقف فطلبت من زوجي إسدال جميع ستائر المنزل".

وعن الحجر الصحي، تروي مساعدة مدير مدرسة جان دو لا فونتان: "كنت منغلقة على نفسي، وكنت أرفض فتح باب الغرفة خوفا من خروج الفيروس"، ثم "بمرور الوقت بدأت تتكون مجموعات من الأصدقاء والزملاء على تطبيق واتسآب لمساندتي، وتجنبت تماما مشاهدة التليفزيون، فالأمر مخيف...".

منذ خروجها من الحجر الصحي وهي في حالة أفضل بكثير، تقول ساندرين "بات جسدي نحيلا، وفي بعض الأحيان أشعر برعشة شديدة غير مبررة حتى اليوم، ولم أستعد تماما حاسة الشم، أما الإسهال فيأتي بين الحين والآخر، لكن ما يخيفني هي العواقب المحتملة للمرض، إذ يبدو أننا سنعيش ما تبقى من حياتنا ببعض من آثاره".