مع الساعات الأولى من صباح كل يوم تجدد فيها الطاقة والرغبة في الذهاب إلى العمل، فهي على موعد متجدد مع روح أخيها الشهيد، الذي استشهد قبل 9 سنوات، ومنذ ذلك الحين لم يفارق اسمه لسانها يوما، شاء القدر أن تلتحق بفريق التدريس بالمدرسة التي تحمل اسمه بعد استشهاده، ومنذ اليوم الأول لها بالمكان تسعى دائما لوضع اسمها في صدارة الإدارة التعليمية لأنه وحسب تعبيرها "لازم ترفع اسم المدرسة بقدر مكانة الشهيد".

يأتي يوم الشهيد كل عام حاملا معه ذكريات عديدة في خاطر ولاء، تتذكر مواقف أخيها البطل معها، فهو وحسب وصفها، كان الأقرب لها من بين إخوتها وتسعى دائما لأن يبقى اسمه مذكورا بين الناس كي لا ينساه أحد، "مش بنساه أبدا ودايما عايزة المدرسة في الصدارة عشان بتحمل اسمه"، حسبما تقول "ولاء"، لـ"الوطن".

يحمل العام الدراسي الجديد كل عام إحساسا مختلفا لـ"ولاء مسعد" معلمة مادة الفلسفة بمدرسة شهيد الشرطة عمرو مسعد للغات، بإدارة العبور التعليمية، وأخت الشهيد عمرو مسعد الذي استشهد خلال تأدية واجبه الوطني عام 2011، وحسب تعبيرها "كلما دخلت المدرسة شعرت براحة نفسية، لم أشعر بها في أي مدرسة عملت بها من قبل".

ولاء خصصت بداية الحصة الأولى لإلقاء كلمة عن الشهيد

احتفالا بيوم الشهيد، ولكونها لها مكانة خاصة وسط معلمي المدرسة، قررت ولاء تخصيص أول 5 دقائق من الحصة الأولى اليوم لتعريف طلابها الجدد بعلاقتها بالشهيد وبطولاته كنوع من التحفيز لهم،"بفهمهم إن كل واحد فينا اتخلق وليه دور في الأرض ودورهم هما إنهم يكونوا طلاب مجتهدين ويحافظوا على نجاحهم".

"بارا بوالديه وأخا وصديقا"، هكذا كان شهيد الشرطة عمرو مسعد لأسرته، وحسب رواية شقيقته، كان محبا لعمله ولوطنه لم يرهب أي شيء في سبيل الدفاع عن الوطن.

"أنا وضعي مختلف عن الكل، أنا حابة المكان ده بلاقي فيه راحة نفسية طول ما أنا جواه"، بصوت تخلله نبرة حزن على أخيها، وصفت المعلمة ولاء وضعها داخل مدرسة الشهيد عمرو مسعد، مؤكدة حرصها على أن تعرفه كل الأجيال القادمة من حديثها عنه طوال أيام العام الدراسي وليس فقط في يوم الشهيد.

وتحتفل الدولة المصرية من كل عام بعيد الشهيد يوم 9 مارس، وهو ذكرى استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الذي استشهد عام 1969.