لم تقف إصابتها بـ«متلازمة داون»، عائق أمامها، فمثلما ركض والديها لتعليمها وتنمية مهاراتها من ولادتها دون إهمالها بحجة حالتها الصحية، باتت ترد الجميل، وتعمل ما في وسعها لتحقيق ذاتها.

لم تنظر للتنمر ضدها، ولم تعجز أمام كلمات الإحباط، فكانت إعاقتها مصدر طاقة إيجابية لكل من حولها، تجيد السباحة وحصلت على العديد من الميداليات فى مختلف البطولات، تجيد الكاراتيه والجمباز وتهوى رقص الباليه، وتحفظ القرآن، وتحرص على تجهيز الإفطار لنفسها وترتيب غرفتها ومساعدة والدتها فى أمور الطبخ والمنزل.

ملك محمود بسيوني، 12 عاماً، انتظر والداها طفلتهما الأولى بشغف، وكانت الصدمة كبيرة حينما اكتشفا إصابتها بـ«متلازمة داون»، لكنهما سرعان ما تداركا الأمر، ورضيا بقضاء الله، وبدآ فى تأهيل «ملك» منذ الشهر الأول، بالعلاج الطبيعي وتنمية المهارات، لم يبخلا عليها بوقت ولا مال، من أجل أن تكون بطلة، حسب والدتها رانيا حتاتة، التى تركت عملها بشركة أدوية وتفرغت لرعاية طفلتها: «سِبت شغلى واتفرغت لتربيتها، قلت ربنا ليه حكمة فى كده، ولازم أكون قد الاختبار، بدأت معاها من أول شهر ولما كملت سنتين كنت بودِّيها النادى وأنزلها البسين، لقيتها بتحب الميه وعايزة طول الوقت تبلبط، فابتديت أنزّلها تتمرن سباحة، وهى عندها 3 سنين ونص، لاحظت إنها قوية وعاوزة تتعلم، ووصلت إلى أنها تبقى مع فريق السباحة فى النادى».

«ملك شخصيتها قوية ولديها إصرار وتحدٍّ ومتفوقة فى دراستها»، هكذا تصفها والدتها مؤكدة أنها تجيد لعب الكاراتيه والجمباز، ولكنها اختارت التركيز فى السباحة وحصلت على ميداليات فضية فى بطوله كأس مصر، وأخدت مركز تانى وتالت فى بطولة الجمهورية للسباحة، ده غير إنها بتحفظ قرآن ونفسها تطلع راقصة باليه، وعندها مواهب فى الطبخ، وبتساعدنى فى شغل البيت».