رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

ماما

غيرت حياتها.. "سيدة" تنقذ ما تبقى من رائحة أخيها بعد وفاته: ربيت 10 عيال

كتب: آية المليجى -

07:03 م | الأحد 19 يناير 2020

سيدة مع أبنائها

قبل 15 عامًا فقدت سيدة رمضان، شقيقها في حادث سيارة، تاركًا وراءه أبناءه الستة ليفارق حياتهم كما رحلت والدتهم من قبل، فأصغر الأبناء وقتها كان في الرابعة من عمره، تجسدت الرحمة في قلب العمة التي احتضنت أبناء شقيقها برفقة أطفالها، لتصبح الأم البديلة التي ربت بين أحضانها عشرة أبناء، زرعت بينهم الحب والحنان، لم تميز بين معاملتهم، فالجميع أخوة ولا فرق بين أطفال السيدة الثلاثينية وقتها، وأبناء شقيقها. 

دون تفكير طويل أو خوف من المسؤولية لم تتردد العمة في الحصول على أبناء شقيقها الستة، بعدما فقد حياته إثر حادث سيارة، فتحت سقف منزل واحد، ربت "سيدة" عشرة أبناء، فهي أم لأربعة أولاد، فزوجها لم يعترض على الخطوة التي حملت الخير لهم: "من غير تفكير.. خدت ولاد أخويا عشان أربيهم.. وكمان هو أخويا من الأم مش أخويا شقيق".

بعد وفاة شقيقها، رفض بقية أشقائه المكوث في القاهرة بجوار أبنائه ورعايتهم، تحملت "سيدة" مسؤولية 10 أبناء، من الفتيات والولاد، لتعيد ترتيب بعض أمور حياتها، فاستبدلت منزلها بآخر أكبر، حتى تتيح غرفة خاصة لبنات شقيقها: "كنا قاعدين في شقة أوضتين بس.. أجرت شقة جديدة عشان يبقى للبنات أوضة لوحدهم".

وداخل منزل امتزج بأصوات مختلطة و"دوشة" مألوفة ربت السيدة الخمسينية 10 أبناء، دون شعور بتعب أو خوف ، فكثيرا ما تلقت "سيدة" نظرات التعجب ممن حولها بسبب تحملها التكاليف المادية لعدد كبير من الأبناء، لكنها لم تشعر بوجود أي أعباء ثقيلة عليها: "الحمد لله ربنا كرمني فيهم.. كلنا بنرزق بفضل الله".

ورغم المراحل التعليمية المختلفة كانت "سيدة" تهتم بالجميع، فأصغر أبناء شقيقها كان في عمر الرابعة، تسترجع معه شبابها وتراعيه كطفل مدلل، وفي الوقت ذاته كانت تعيش فترات المراهقة مع بنات شقيقها، فأكبرهن وقتها كانت في عمر الـ20 عامًا: "مكنتش بفرق بين حد منهم.. وبوقف مع كل واحد حسب سنه وعمره".

"أخويا سابلي 4 بنات وولدين" فوجود الفتيات في منزل "سيدة" كان الشيء الغريب عليها، فهي أم لأربعة أولاد فقط، فكان أكثر ما يشغل بالها هو الاهتمام بتربية الفتيات وسلوكياتهن: "تربية البنات كانت غريبة عليا.. وكنت خايفة عليهم جدا.. وحطا عيني في وسط رأسي.. الحمد لله قدرت أربيهم كلهم أحسن تربية ومقصرش مع حد".

وعلى مدار أكثر من 15 عامًا تحملت خلالهم "سيدة" مسؤولية أبناء شقيقها، تمكنت من أداء رسالتها والوقوف بجوارهم حتى أكملت مهمتها، وزوجت الأربعة الفتيات: "جهزتهم كأنهم بناتي بالظبط.. وجوزتهم كلهم.. ومعايا دلوقتي الولدين مع باقي أولادي".