رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

ماما

فيديو.. قصة "ماما راوية" من محاربة السرطان إلى حملة "الكشف المبكر"

كتب: آية المليجى -

08:41 ص | الثلاثاء 07 يناير 2020

راوية علي

كانت حياة عادية لم تخلُ من الروتين اليومي تعيشها راوية علي، بعدما وصلت لسن التقاعد، وأصبحت احتياجات المنزل وشؤون أسرتها أكثر ما يشغل بالها، قبل أن تتحسس وجود كتلة صغيرة استقرت بثديها الأيسر، الإصابة بسرطان الثدي أمر استبعدته من مخيلتها، لكنه النبأ السيئ الذي حمله الإشاعات والتحاليل، صدمة قاسية عاشتها "راوية" لكنها كانت مفتاح الخير، فالسيدة الستينية كانت السبب وراء توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بإنشاء مبادرة الكشف المبكر عن سرطان الثدي.

البداية من مستشفى "بهية" لعلاج سرطان الثدي، حينما اصطحبت "راوية" شقيقتها فهي لم تخبر أبناءها وزوجها بالخطوة التي كانت سببًا في اكتشاف إصابتها بالورم الخبيث، الذي استبعدت وجوده، فهي السيدة التي اختارت الرضاعة الطبيعية لأبنائها، هكذا كانت تطمئن نفسها: "كنت دايمًا فاكرة بأن اللي بيرضع ولاده طبيعي.. مش هيجيله سرطان الثدي"، بحسب حديثها لـ"هن".

إشاعات وفحوصات أجرتها "راوية" بأمر من الطبيب، الذي أكد وجود سرطان الثدي، لتعيش السيدة الستينية صدمة كبرى أدخلتها في حالة من الانهيار والبكاء وقررت عدم إخبار أبنائها الثلاثة بما أصابها، فهي الأم القوية مصدر الرعاية للجميع: "انهرت أول ما عرفت الخبر.. ومكنتش قايلة لأولادي لأني بالنسبة لهم رمز للقوة".

ظلت "راوية" خافية الأمر عن أسرتها، فلا أحد يعلم بما أصابها سوى شقيقتها، حتى جاء معاد عملية استئصال الورم، وبواسطة مكالمة هاتفية كانت تجريها مع شقيقتها عرفت أصغر بناتها ما حدث، لينتشر النبأ السيئ بين أفراد أسرتها وأصبح الحزن والخوف على حياة والدتهم سمة مشتركة بين الأبناء الثلاثة، الذين صمموا الذهاب لطبيب آخر للاطمئنان لعل يكون ما حدث كابوس مزعج: "ولادي صمموا أروح لدكتور تاني.. وبرضو النتيجة مختلفتش".

شعور بالراحة والاطمئنان زرعت بقلب السيدة الستينية تجاه مستشفى "بهية" لتصمم على إجراء عملية استئصال ثديها الأيسر بداخلها ومن ثم الخضوع لجلسات العلاج الكيماوي والإشعاعي: "كانت لحظات صعبة.. ومليانة ضعف.. ربنا ما يوريها لحد"، حالة من الدعم النفسي الذي شجعها على الخروج من الأزمة الصعبة عاشتها "راوية" في المستشفى وسط فريق من الأطباء وزميلاتها في الرحلة: "كان في فريق دعم.. دايما يشجعوني وكانوا دايما يكلموني عشان أروح المستشفى".

تعافت "راوية" من المرض الخبيث الذي وصفته بـ"المنحة من الله" ليفتح لها أبواب التطوع والعمل الجماعي، فاختارت السيدة الستينية أن تكون ضمن فريق المتطوعين في مستشفى "بهية": "كنت عاوزة أردلهم الجميل". 

أصبحت "راوية" ضمن فريق المتطوعين فكان بابًا لها لتنضم إلى المجلس القومي للمرأة، فاختارتها الدكتورة مايا مرسي، لتصبح عضو باللجنة الصحية، كما كرمتها في اليوم العالمي للمرأة، وفي إحدى المرات التي زارت فيها مايا مرسي المستشفى، عبرت لها السيدة الستينية عن أمنيتها في الفطار مع الرئيس عبدالفتاح السيسي: "قولتلها نفسي أفطر مع الرئيس.. هي إنسانة جميلة أوي قالتلي حاضر.. وكنت فاكرة أنه طلب وخلاص".

وفي شهر رمضان الماضي، جاء اسم "راوية" ضمن قائمة الحضور بفطار الأسرة المصرية، المفاجأة السعيدة التي كانت تنتظرها: "كانت المفاجأة أني قعدت مع الرئيس على ترابيزة واحدة..عرفته بنفسي وقولتله قصتي مع المرض"، أبدى "السيسى" تأثره الشديد، لتخبره السيدة الستينية بالمشكلة التي تواجه مريضات سرطان الثدي وهو "طابور الانتظار" الذي يصل إلى 13 ألف سيدة: "الرئيس كان كريم أوي في الإنصات ليا.. سمع كل حاجة قولتلها.. والنتيجة أنه أصدر توجيهاته لوزيرة الصحة بالتدخل لحل مشكلة طابور الانتظار".

تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسي لوزيرة الصحة هالة زايد، بإنشاء مبادرة الكشف المبكر عن سرطان الثدي، هو الأمر الذي اعتبرته "راوية" هدية من الله بأنها كانت السبب في ذلك: "مبسوطة جدًا بأني كنت السبب في دا.. والحمد لله الحملة شغالة ووصلت إلى 4 مليون سيدة تم الكشف عليهن.. زي ما قضينا على شلل الأطفال وفيروس سي.. إن شاء الله نقضي على سرطان الثدي".   

تبدلت حياة السيدة الستينية فهي منشغلة بالتطوع وإعطاء الأمل لكل مريضات سرطان الثدي، وتتابع أخبار الحملة عن شغف فهي بالنسبة لها أحب الأشياء لقلبها: "نسيت أن بقى عندي كانسر.. حياتي بدأت من جديد".

عادة ما تذهب "راوية" لمستشفى للحديث مع المريضات والوقوف بجوارهن للتخفيف عليهن وقت معرفتهن بالمرض، حتى تبدل اسمها إلى "ماما راوية": "أي واحدة محتاجة أي حاجة بتكلمني.. المستشفى بيتنا كلنا".

تحرص "راوية" على زرع الثقة في نفوس المريضات: "بنصح كل واحدة تيجي تكشف وتطمن على نفسها.. الكشف المبكر هيساعدها وكل ما كان بدري يكون أحسن.. وربنا يسهل وتكون ستات مصر كلها تبقى زي الفل".