رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

ماما

"مشوار المدرسة كل يوم".. بسمة تصطحب طفلها على كرسي متحرك: عايزاه ينجح

كتب: سمر صالح -

03:32 م | الإثنين 23 ديسمبر 2019

أنس ووالدته بسمة

طفل في السادسة من عمره، شاء القدر أن يجلس على كرسي متحرك منذ ميلاده، أبت والدته التي لم تكمل عامها الـ27 أن تتركه حبيس البيت، وبمجرد أن بلغ عامه الرابع حملته بين يديها، في مشهد يتكرر كل يوم، إلى المدرسة، تجد في مشقة الطريق وعناء المسافة راحة، كلما رأت ابتسامته وارتفع صوته باللعب والضحك وسط الأطفال في الفصل، تمر ساعات اليوم الدراسي وهي جالسة بالخارج تنتظره لتحمله من جديد وتقطع به نفس المسافة فيعودا معًا إلى البيت غير مكترثة بمحاولات الكثيرين من حولها لإحباط عزيمتها.

في السابع من مايو عام 2013، رزقت الأم العشرينية بسمة بطفلها الأول "أنس"، ولكن انتقصت فرحتها وزوجها بمولودهما بعد أن شخص الأطباء حالته الصحية بمرض نادر يعرف بـ"الصلب المشقوق"، وهو مرض يصيب العمود الفقري ويفقد الشخص القدرة على التحكم في أعصاب الأرجل بما يعيق الحركة والمشي بشكل طبيعي، لم يستوعب الزوجان حينها مسافة رحلة العلاج الطويلة التي بدأت من اليوم السابع لولادته، حيث خضع لعملية جراحية في الظهر، وحسب رواية الأم، أعقبها عملية جراحية لتركيب صمام في المخ، وحينها أجمع الأطباء على عدم استطاعته المشي طوال حياته.

 

بعد العام الأول بدأت الأم جلسات علاج طبيعي لطفلها في البيت لارتفاع تكلفة الجلسات

لم يستسلم الزوجان لحالة "أنس" واتجهت الأم إلى جلسات العلاج الطبيعي كأمل وحيد تتشبث به، وحسب روايتها لـ"الوطن" وبسبب تكلفة الجلسات باهظة الثمن وقررت استبدالها بجلسات منزلية،"تابعت مع دكتور عظام علمني بعض الخطوات اللي محتاجها أنس وبدأت أعمله جلسات علاج طبيعي في البيت من عمر السنة الأولى لحد دلوقتي".

سنوات أربع مرت قضاها "أنس" في رحلة علاجه بصحبة والدته التي أضحت طبيبته الأحن وصديقته الأولى، وحينها بدأت رحلة جديدة ولكن هذه المرة للبحث عن "حضانة مدرسية" تقبل الطفل الصغير.

 

بعد رحلة بعد التحق الصغير بأحد الحضانات في منطقة فيصل، وخلالها كانت الأم بسمة تحمل طفلها طوال مسافة الطريق، وتجلس بالخارج في انتظاره طوال ساعات اليوم الدراسي، فهي وحسب وصفها، كانت تخشى أن تتركه وحيدًا حتى لايتعرض لأي ضرر، وحين تأتي ساعة المغادرة تحمله مرة آخرى لتعود به إلى البيت.

بسمة تحمل طفلها يوميا من البيت إلى المدرسة حتى مقعده داخل الفصل

 استمرت الأم في حمل صغيرها صاحب الـ4 سنوات لمدة عامين كاملين حتى انتهى من مرحلة التعليم قبل الأساسي"الحضانة" وحينها واجهت صعوبة بالغة في العثور على مدرسة ابتدائي تقبل أوراق "أنس"، "كل المدارس كانت بترفضه لظروفه الصحية لكن مستسلمتش، دورت على مدارس كتير لحد ما لقيت مدرسة خاصة قبلت ورقه".

تقدم الصغير في العمر قليلًا وزاد وزنه وبدأت الأم العشرينية تبحث عن كرسي متحرك لتحمله عليه كل يوم إلى المدرسة، حتى حصلت عليه مجانا من أحد المؤسسات المعنية بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة، وظلت تصطحب طفلها كل يوم إلى المدرسة، يبتادلا الحديث سويًا عن الأحلام والأمنيات، وتحمله من الكرسي إلى مقعده داخل الفصل وتظل في انتظاره طوال ساعات اليوم لتعود به إلى البيت دون كلل أو ملل.

قبل عام من الآن قررت بسمة أن تجعل من طفلها الصغير بطلًا رياضيًا فألحقته بأحد مراكز الشباب الشهيرة  ليمارس تنس الطاولة من فوق كرسيه المتحرك، وحسب رواية الأم، لايزال في مراحله الأولى مع اللعبة وترغب في إلحاقه بالتدريب في السباحة،"نفسي أشوفه سباح ولاعب رياضي ناجح"، حسب تعبير الأم.