كتب: غادة شعبان -
05:34 م | الأربعاء 18 ديسمبر 2019
أدهشت الكثيرين بصوتها العذب ذي النبرة المهذبة الهادئة، المعروف منذ أطلت للمرة الأولى على برنامج المسابقات "Arabs Got Talent"، في موسمه الثالث، وأبهرت بأدائها لجنة الحكام والمتابعين، حين غنت "بعيد عنك"، لكوكب الشرق أم كلثوم.
إنها المغنية الأمريكية جينيفر جراوت، التي عادت في إبهار العديد من المتابعين من جديد، بترتيل وتلاوة آيات من القرآن الكريم، وشاركته في مقطع فيديو مصور عبر صفحتها الرسمية على موقع "إنستجرام"، ما جعل الرواد يثنون على خشوعها أثناء القراءة على طريقة الشيخ محمد صديق المنشاوي، في مقطع فيديو لا تتجاوز مدته الدقيقتين والـ14 ثانية.
أجرت "الوطن"، حوارًا مع المغنية الأمريكية "جينيفر جراوت"، التي أعلنت إسلامها وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي في مقطع فيديو وهى ترتل القرآن الكريم، والذي جاء نص الحوار كالتالي.
ولدت في مدينة بوسطن، بولاية ماساتشوستس، وهى أكبر الولايات الأمريكية من حيث السكان في منطقة نيو إنجلا ند في شمال شرق الولايات المتحدة، في وسط فني حيث يعمل والدي كعازف للكمان والبيانو، ووالدتي تعمل كمؤلفة، أغني منذ أن كنت في الخامسة من عمري، على يد معلمة تدعى "ريما كشيش"، قبل أن أحب موسيقى البوب، ثم بدأت في دراسة الأوبرا والموسيقى الغربية الكلاسيكية في جامعة ما كجيل، ثم اكتشفت الموسيقى العربية على الإنترنت وبدأت في المتابعة.
كان لآلة العود الفضل في اكتشاف موهبتي والتي كانت أولى خطواتي في بداية مشوار عشق الفن، فقد تأثرت بترانيم المبدع النوبي، حمزة علاء الدين، والذي كان له الفضل في أن يجعل مني عاشقة للطرب العربي الأصيل.
التحقت بمدرسة"longy"، للموسيقى ومدرسة "Walnut Hill" للفنون، وجامعة "McGill" في مونتريال، بكندا، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الطرب الكلاسيكي والأوبرا.
يعتبر برنامج المسابقات "Arabs Got Talent"، من أكثر البرامج التي تسلط الضوء على المواهب الفنية، فدائمًا ما يبحثون عن غير المألوف، الفردية منها والجماعية، فدائمًا ما كنت أتابعه في نسخته البريطانية، منذ أن عُرض للمرة الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2009، ومن هنا قررت الانضمام إليه.
أنا عاشقة للطرب العربي وبخاصة المصري، وتعتبر السيدة أم كلثوم من أكثر الشخصيات الغنائية التي تأثرت بها منذ طفولتي، لذا قررت أن تكون أولى أغنياتي حينما أقف للمرة الأولى على المسرح، بغناء أغنية "بعيد عنك"، رغم كوني لم أكن أُجيد اللغة العربية في ذلك الحين، ولا أنتمي لأصول عربية، وذلك خلال عام 2013، ما أهلني للحصول على المركز الثاني في نهائيات البرنامج، وواصلت المشاركة في العديد من البرامج، المهرجانات، الحفلات الموسيقية في لبنان، دبي، الكويت، تونس، كندا وقطر، الولايات المتحدة الأمريكية، المغرب.
كنت أعيش في المغرب، وكانت هذه هي المرة الأولى التي أكون فيها في بلد إسلامي، رأيت الكثير من الأشياء الجديدة، ولديّ بعض التجارب التي لا يمكن تفسيرها والتي أثارت اهتمامي، لذا بدأت أتعلم المزيد عن الإسلام وقبلته كدين لي في النهاية.
أحاول تعلم آيات القرآن وتطبيقها على حياتي بالطبع، فالإسلام هو المعرفة والخبرة المجتمعية، فأنا دائمًة الاستماع للشيخ محمد صديق المنشاوي، وأقوم بتلاوة القرآن وراءه، لأتعلم أصول القرآن وأحكامه وتجويده.
نعم فعل، لفترة من الوقت كنت مقتنعة أن الموسيقى حرام وكنت أعتقد أنني لا أستطيع قراءة القرآن في الأماكن العامة، ما جعلني أتوقف عن العمل في مجال الموسيقى، لمدة 3 سنوات، وأوقفت كل نشاطاتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبخاصة موقع "إنستجرام"، حتى قررت العودة مجددًا في مارس الماضي، أدركت أن هناك آراء مختلفة حول الموسيقى والمرأة التي تتلو القرآن، وأنا أعلم أيضًا أنه لا يوجد أحد مثلي، لا أحد يعرف الطريق الصحيح 100%، لكن الله لا يريدنا أن نكون بائسين، أنا من أنا، الله يهدينا ويسامحنا جميعاً.
أردت في البداية مشاركة التلاوة، للجمال والفن والجوانب الثقافية في القرآن الكريم، لم أكن أتوقع أن تحصل على هذا القدر من الاهتمام، فدائمًا ما تأخذني آية الكرسي لعالم آخر كونها مليئة بالأحداث العظيمة والتحصين من الله عز وجل.
لم أكن أتوقع أن يحصد مقطع الفيديو على هذا الكم الهائل من الانتشار، أشعر حقًا بالفرح والسعادة لأن الكثير من الناس يحبونه، يجعلني أشعر بأنني أكثر ارتباطًا بالمجتمع الإسلامي حول العالم، أريد تحسين ومشاركة المزيد من التلاوات في المستقبل إن شاء الله.
نعم فقد أردت التقرب لله عز وجل، من خلال زيارة أماكنه المقدسة في المملكة العربية السعودية، وهناك شعرت بأنني ولدتُ من جديد.
آمل أن أواصل أداء الطرب، وأن يكون لدي جمهورا أوسع وأسافر حول العالم، وأتعلم وأشارك ما تعلمته، وتستفيد الإنسانية بشكل عام بطريقة ما.
