رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

أول من وضعت الموسيقى التصويرية.. من هي بهيجة حافظ؟

كتب: هبة وهدان -

03:56 ص | الجمعة 13 ديسمبر 2019

بهيجة حافظ

لا يستطيع أحد إنكار أهمية الموسيقى التصويرية ودورها في نجاح أي عمل فني، والتي كان لها الفضل في ذلك هي بهيجة حافظ، كونها أول من قامت بتأليف الموسيقى التصويرية للأفلام في السينما المصرية، كما أنها كانت من أوائل الرائدات في صناعة السينما وأكثرهن تثقيفًا.

لم يقتصر عمل ابنة إسماعيل باشا حافظ الذي كان ناظر للخاصة السلطانية في عهد السلطان حسين كامل، على تأليق الموسيقى التصويرية فقط، ولكنها عملت أيضًا في مجال المونتاج وتصميم الأزياء السينمائية والكتابة.

السيدة التي عشقت الموسيقى كعينيها لجأت لطلب الطلاق من زوجها، إذ أنه لم يكن يشاركها هوايتها الوحيدة وغادرت مسقط رأسها بالإسكندرية لتستقر في القاهرة وتصبح أشهر سيدة في عالم الموسيقى، كأول سيدة مصرية تقتحم هذا الميدان، حتى إن صورتها نُشرت في مجلة "المستقبل" التي كان يصدرها إسماعيل وهبي، شقيق يوسف وهبي.

الصورة التي تصدرت غلاف المجلة ظهرت فيها "بهيجة" بالبرقع والطرحة، وكُتب تحتها عبارة "أول مؤلفة موسيقية مصرية"، حينها لفتت انتباه "محمد كريم"، فعرض عليها بطولة فيلم، ورحبت "بهيجة" بالعمل في السينما بالرغم من معارضة أسرتها الشديدة، لدرجة أن شقيقتها وقفت في السرادق حينها تتلقى العزاء فيها، إلا أنها لم تلتفت لذلك وقدمت الموسيقى التصويرية للفيلم، والتي تتكون من اثنتي عشرة مقطوعة موسيقية.

عطاء "بهيجة" لم يتوقف عند هذا الحد، بل إنها أسست شركة إنتاج سينمائي وأنتجت العديد من الأفلام ومنهم "ليلى بنت الصحراء"، الذي كان أول فيلم مصري ناطق يعرض في مهرجان برلين السينمائي الدولي وينال جائزة ذهبية، إلا أن الشركة أعلنت إفلاسها عقب فشل أحد الأفلام التي كانت تنتجها لتكون نهاية مؤسفة لقصة كفاح رائدة من رائدات السينما المصرية.

ابتعاد رائدة الموسيقى التصويرية عن الساحة لم يثنها عن دعم المجال الفني، ففي عام 1937 أنشأت أول نقابة عمالية للموسيقيين وظلت هذه النقابة قائمة حتى عام 1954، كما أنشأت صالونها الثقافي الخاص عام 1959 داخل قصرها المجاور لقصر هدى شعراوى في شارع قصر النيل.

السيدة المُحبة للحياة والموسيقى انتهت حياتها بشكل مأساوي، حيث ظلَّت طريحة الفراش لسنوات طويلة، لا يطرق بابها إلا القليل من معارفها، حتى اكتشف الجيران وفاتها بعد يومين من حدوث الوفاة، وحضرت شقيقتها سومة وابن شقيقها من الإسكندرية وقد شُيعت لمثواها الأخير دون أن يمشي في جنازتها أحدًا من الفنانين، ودفنت في مدافن الأسرة في القاهرة، ولم يتم كتابة النعي في الصحف أو حتى إقامة العزاء ليلاً.