تمتلئ محاكم الأسرة بالآلاف من النزاعات العائلية التي تنظر يوميا للفصل فيها، وقد تطول مدتها بسبب الثغرات القانونية الموجودة ببعض مواد التشريع، التي تجعل من قضايا الأسرة متاهة قانونية، يصعب الخروج من دائرتها يكون ضحيتها الأولى الأطفال، الذين يواجهون مشاكل نفسية واجتماعية تنعكس بالسلب عليهم طوال حياتهم.

"طليقتي بتاخد مني 1000 جنيه عشان أشوف عيالي ولا أقعد معاهم ساعة واحدة بس، ولما طلبت منها يباتوا معايا يوم قالتلي هتدفع كام؟، عيالي وبدفع عشان أشوفهم، وهي أصلا رمياهم وبتاخد الفلوس اللي ببعتها ليهم تصرفهم على خروجاتها وسيباهم"، كانت هذه أولى كلمات الأب أثناء جلسات تسوية النزاعات الأسرية بمحكمة الأسرة بإمبابة، بعد أن رفع دعوى إسقاط حضانة ليتمكن من ضم حضانة أولاده إليه بسبب استغلال والدتهم لهم.

يقول "سامي.ح" في حديثه لـ"الوطن" إن طليقته تتقاضى منه مالا يقل عن 1000 جنيه شهريا كي يتمكن من رؤية أبنائه، بخلاف النفقة اللي يرسلها لها مع بداية كل شهر: "بدفع عشان أشوف عيالي وإلا مش هشوفهم، مع إني مش مقصر في حق أطفالي وببعتلهم نفقة شهرية 2700 جنيه، واللبس بتاعهم أنا اللي بجيبه، وحارمة العيال من كل حاجة".

يتابع الأب حديثه قائلا: إن أم أطفاله تستغل الأولاد للضغط عليه واستنزافه ماديا بعد تطليقها، بالإضافة إلى أنها تأخذ النفقة التي يرسلها إلى أولاده شهريا لتنفقها على نفسها: "طليقتي عايشة حياتها ومش سائلة على عيالي هي مخلياهم معاها بس عشان بتاخد من وراهم فلوس، حتى النفقة بتاعتهم بتاخدها تخرج وتتفسح بيها ورامية العيال عند أمها ليل نهار متعرفش عنهم حاجة".

وأضاف الزوج أنه كلما يقابل أولاده ويتحدث معهم يكتشف من خلال حديثهم أن والدتهم لا تهتم بهم ولم تجلب إليهم ما يريدون وأنهم طلبوا منه كثيرا أن ينتقلوا للعيش معه: "الولد الصغير بيقولى كل ما أقولها يا ماما عايز شيكولاتة، تقولي مفيش فلوس، أمال الفلوس اللي ببعتها للعيال بتروح فين وهي حرماهم من كل حاجة".