الثقافة والتطلع إلى معرفة كل ما هو جديد لا يقتصر على قراء الكتب والبحث في فصولها عن معالم الدول وعادات وتقاليد سكانها، فأحياناً يكون السفر شريكاً في تزويدنا بمعلومات مرئية عن الأماكن التي نريد زيارتها، وهو ما فعلته الكاتبة الأردنية ومصممة الجرافيك دانة الباشا، التي أحبت السفر منذ صغرها وكرست وقتا من حياتها لزيارة دول العالم.

محطة دانة الأولى في السفر والسياحة كانت مصر عندما زارتها في التسعينيات منذ أن كانت فى الثالثة عشرة من عمرها، فارتدت الزي الفرعوني هي وعائلتها ليعودوا بالزمن إلى الوراء وعصر الأجداد الذين تميزوا بهذا الزي الذي كان يغلب عليه اللون الأبيض وكثرة الحلي، لتظل تلك الزيارة محفورة في ذهننا وتقرر أن تزورها 3 مرات أخرى فيما بعد مقتدية بوالدها الذى كان يزور مصر بصفة مستمرة كل عام قائلة "والدى كان بيعشقها ويقول ما في أطيب من أهلها.. كان يحب المشي عند الكورنيش وأكل الحلبسة".

تروى دانة لـ "الوطن"، تفاصيل زيارتها لمصر وحرص العائلة على ارتداء الزى الفرعونى الذى يرمز إلى الأصالة والحضارة، قائلة "إحنا بنحب مصر كتير، والدي أخدنا إلى القرية الفرعونية، واستخدمنا الملابس الفرعونية والتقطنا الصور"، فزيارة مصر بالنسبة لها لم تقتصر على كونها متعة بالأماكن الأثرية، بل ارتبط بالمكان وأهله "المصريين شعب لطيف وعفوى جداً"، فضلاً عن البرنامج السياحى الذى أتاح لها زيارة أكبر عدد من الأماكن السياحية والترفيهية، مضيفة  "مصر بلد الفن والموسيقى والسينما وبحرها ونيلها حلويين، وأنا بحب الكتب والسياحة".

تجربة دانة فى السفر بدأت من شغف وتطلع لرؤية أماكن جديدة وأشخاص وتجارب جدد، واستطاعت بالفعل أن تزور العديد من الدول مثل لبنان وسوريا والسعودية والإمارات والكويت وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا وأمريكا، لكن تكرار هذه التجربة في الوقت الحالي يتطلب منها المزيد من المجهود وتجاوز الصعاب، خاصة مع الإجراءات الأمنية التى تفرضها الدول لا سيما فى ظل الأوضاع الراهنة التى يعيشها العالم أجمع وخاصة تفتيش العرب، موضحة "السفر قبل كده كان متعة أقل تفتيشاً وتقييداً"، لكنها ما زالت لديها رغبة الوصول إلى كل ما هو جديد "أعشق الوصول إلى مكان جديد والتعرف على أهله وحضارتهم".