رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

كيف تحولت "جولدن" من إدمان الكولا إلى صاحبة شركة قيمتها 100 مليون دولار

كتب: هبة وهدان -

08:55 م | الخميس 31 أكتوبر 2019

كارا جولدن

من رحم المعاناة تولد المعجزات، هذا ما حدث مع كارا جولدن التي تعلقت بالمشروبات الغازية حتى أصبحت مدمنة دون أن تدري، بشكل أثر على صحتها، حيث كانت تشرب ما يصل إلى 10 عبوات من مشروب الكولا الخالي من السكر (دايت كولا) كل يوم، حتى قررت أن تغيير نمط حياتها لتصبح فيما بعد صاحبة شركة قيمتها 100 مليون دولار. 

البداية، حسب "بي بي سي" ترجع لعام 2001، عندما كانت تحرص "جولدن" على شرب المشروبات الغازية "الدايت" اعتقادًا منها أنها أقل خطرا: "بالإضافة للمشروبات الغازية، كنت أتناول ما يصل إلى ثلاثة لترات ونصف من السوائل المضاف إليها كافين ومحلاة بمواد صناعية كل يوم كان يجعلني أشعر بالخمول والبلادة، كما زاد وزني وانتشر حب الشباب في بشرتي".

التحول حدث في حياة "جولدن" وذلك بعد أن تركت وظيفتها المرموقة في شركة "إيه أو إل" للتكنولوجيا في ذلك العام لكي تعتني بأبنائها الأربعة، قررت أن تغير نمط حياتها تماما، فأقلعت عن تناول تلك، على أن تشرب الماء فقط.

وكان هذا التحسن المفاجئ بمثابة صدمة لها، إذ تقول: "بدأت أنتبه لما أتناوله من مشروبات، أنا أتمتع بالذكاء، لكنني خُدعت بكلمة دايت، معتقدة أنها أكثر صحة وأفضل لي".

وقادت هذه التجربة جولدن في نهاية الأمر إلى تأسيس شركة "هينت" عام 2005، والتي تزيد مبيعاتها عن 100 مليون دولار، وتتخصص الشركة في إنتاج الماء المعبأ في زجاجات مضافاً إليه نكهات الفاكهة الطبيعية فقط، بدون أي مواد تحلية مضافة أو سكريات.

وبدأت جولدن شركتها انطلاقاً من مطبخ منزلها في سان فرانسيسكو، معتمدة على ما تدخره من أموال، ورغم ذلك، لم يكن المشروب الذي ابتكرته مجرد نتاج رغبة في تحسين صحتها، فقد ساعد الملل الذي تشعر به في ظهور هذا المنتج إلى الوجود.

وبعد أن غيرت جولدن عاداتها وبدأت تشرب الماء بدون أي إضافات، ضاقت ذرعاً بطعمه، ولكي تجعله أكثر متعةً بدأت في إضافة الفاكهة مثل الفراولة والرمان والتوت، ووضعت في ثلاجتها إبريقاً من الماء به قطع من الفاكهة، وتكونت لديها فكرة تحويل ذلك إلى مشروع تجاري بعد أن بحثت بلا جدوى عن ماء معبأ في قوارير مضاف إليه نكهات طبيعية بدون أي مواد تحلية صناعية.

وتقول عن ذلك: "يا إلهي، لماذا لا يوجد أحد يُعبئ هذا المنتج؟ وفكرت في أنني لو تمكنت من مساعدة الناس على تناول الماء بدلاً من كل هذه الأشياء التي تحتوي على السكر ومواد التحلية الصناعية، فسيكون باستطاعتنا عملياً أن نغير من وضعهم الصحي".

وكان التحدي الأبرز أمام جولدن يتمثل في إنتاج كميات كبيرة من الماء المضاف إليه نكهات طبيعية والخالي من أي مواد تحلية صناعية أو مواد حافظة، بالإضافة إلى أنها بحثت في كيفية بسترة عصير الفاكهة لإطالة مدة بقائه دون أن يتعفن، وواصلت البحث لتبتكر طريقة مناسبة للمياه التي تنتجها، بمساعدة زوجها ثيو، الذي عمل سابقاً محامياً لبراءات الاختراع والذي يشغل حالياً منصب مدير عام العمليات لشركة هينت.

تقول جولدن في هذا الشأن: "كنا أول علامة تجارية لمياه الفواكه التي تستخدم مادة بسترة، لصناعة مشروباتنا بدون أن يضاف إليها أي نوع من المواد الحافظة".

وبينما تمكنت جولدن من معرفة كيف تنتج مشروبها بكميات كبيرة، أدركت أنها لم تكن تملك أي خبرة في إدارة شركة كهذه، الأمر الذي دفعها لأن تواصلت مع إحدى شركات المشروبات العالمية الكبيرة لترى إذا ما كانت هناك إمكانية لبيع شركتها الناشئة، إلا أن الرد لم يعجبها لشعورها أن هناك تمييز جنسي، فقررت أن تواصل إدارة الشركة بنفسها، وتحقق النجاح في ذلك.

أما التحدي التالي الذي واجهته فكان يتمثل في كيفية اقتحام سوق تسيطر عليه شركات عملاقة مثل كوكاكولا وبيبسي، واللتان تملكان علامة تجارية للمياه خاصة بهما وترعيان مشروبات غازية أخرى، وكانت الخطوة الأولى التي اتخذتها هي إقناع الفرع المحلي لسلسلة سوبرماركت "هول فودز" الراقية بعرض منتجات هينت.

وبالفعل نقلت بضعة صناديق من منتجات الشركة للمتجر قبل ساعات فقط من وضعها لطفلها الرابع وقد بيعت الكمية التي أوصلتها للمتجر في أقل من يوم، وطلب منها مسؤول بجوجل أن تزود الشركة بالمياه التي تنتجها كما أدركتها شركة "فيسبوك" بعد أن التحقت بها المديرة العامة للعمليات، شيريل ساندبيرج، قادمة من جوجل.

وتقول "جولدن" أن الشركة اليوم أكبر شركة مشروبات غير كحولية مملوكة بشكل مستقل في الولايات المتحدة، ويعمل فيها 200 موظف ويشمل المستثمرين فيها عازف الموسيقى جون ليجيند.

يذكر أن مشروبات الشركة تأتي في 26 نكهة، بما فيها البطيخ والخوخ والتوت، كما أن هناك أنواعاً غازية منه وأنواعاً مضاف إليها الكافين، فضلاً عن تشكيلة خاصة بالأطفال، كما توسعت الشركة لما هو أكثر من المشروبات بتدشين تشكيلة من واقيات الشمس الطبيعية، وأعلنت عن خطط لتدشين خط إنتاج للعطور، وتقول كارا إنها تأمل الآن أن تتوسع خارج الولايات المتحدة لتشمل بلداناً أخرى، بما فيها المملكة المتحدة.