كتب: ندى سمير -
08:42 ص | الخميس 31 أكتوبر 2019
فتاتان احترفتا المكياج السينمائي أو كما يلقب بـ"ميك أب الهالوين"، وهذا المكياج يُستخدم به الأدوات الصناعية والغذائية، للحصول على تأثيرات سينمائية على الوجه وأعضاء الجسم، مثل الجروح، الثقوب، والدماء وغيرها، ويتم رسمها بألوان وأدوات مخصصة لهذا النوع تحديدًا من المكياج، للحصول على نتيجة تتشابه مع أشكال الأشخاص الذين يظهرون في أفلام الرعب والخيال العلمي، ويتزامن اليوم، 31 أكتوبر، مع عيد القديسين أو "الهالوين"، واحتفالًا بهذا العيد، أظهَرت الفتاتان حبيبة وهبة موهبتهما.
عشقت الرسم منذ نعومة أظافرها، وطوَّرت من نفسها عن الطريق التعليم الذاتي، حبيبة علي، صاحبة الـ20 عامًا، الطالبة في كلية التجارة وإدارة الأعمال، التابعة للجامعة الصينية، والتي أتقنت المكياج السينمائي وجمعت عن طريقه العديد من المتابعين المهتمين بهذا النوع من الفن.
استعانت حبيبة في بادئ الأمر بموقع "يوتيوب" لتكتسب معلومات عن هذا النوع تحديدًا من المكياج، ثم دشنت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"إنستجرام"، تحمل اسم "SFXMAKEUP"، لنشر موهبتها على نطاق أوسع.
تلقت حبيبة هجومًا على فنها من الكثيرين، أولهم كانت إدارة مدرستها وبعض مُعلميها، والذين رفضوا الفكرة شكلًا وموضوعًا بمجرد علمهم بتدشينها لصفحة خاصة بها على موقع التواصل الاجتماعي المخصص لتبادل الصور والفيديوهات "إنستجرام": "في المدرسة كانوا رافضين اللي أنا بقدمه وكانوا عايزين يرفدوني، لأنهم شايفين أني هنشر بيه العنف، ودا مش حقيقي، الفكرة أن اللي أنا بقدمه ده فن زي أي فن تاني، وموضوع تقبله من عدمه حاجة نسبية، في ناس ممكن تشوفه تحفة وناس تانية تخاف منه أو تكرهه، كل ده وارد، بس مش معنى كده أنه بيساعد على نشر العنف"، وهذا بحسب حبيبة في حديثها لـ"هن".
وعلى الرغم من الهجوم الذي تلقته حبيبة من إدارة مدرستها، إلا أنها أيضًا تلقت دعمًا قويًا من قِبَل عائلتها وأصدقائها وبعض مُدرسيها: "كل صحابي اللي في المدرسة والمدرسين اللي يعرفوني وأهلي كانوا شايفين أني بقدم فن حقيقي وحاجة كويسة، فكانوا بيدعموني وبيشجعوني عشان أكمل".
تصنع حبيبة المواد التي تستخدمها في المكياج السينمائي في المنزل، حيث تستخدم مواد طبيعية 100% حتى تكون آمنة على البشرة: "كل المواد اللي بستخدمها بصنَّعها في البيت، يعني هي حتى ممكن تتاكل، لأني بكون عاملاها من العسل وألوان الطعام ومواد تانية كلها طبيعية ومش مضرة للبشرة".
تواجه حبيبة صعوبة في الوصول إلى المواد التي تُستخدم في هذا المكياج، نظرًا لأن أغلب هذه المواد يتم استيرادها من الخارج، لعدم توافرها في مصر بكثرة.
يُعد هذا الفن مجرد هواية بالنسبة لحبيبة حتى الآن، ولكنها تأمل أن تُعرف في هذا المجال، وتُصبح مؤهلة في المستقبل القريب للمشاركة في الأفلام سينمائية والأعمال الدرامية.
أحبت الرسم وطوَّرت من نفسها فيه بالتعليم الذاتي، حيث استعانت بالـ"يوتيوب"، وغيره من المواقع التعليمية، هبة أشرف، الفتاة ذات الـ21 عامًا، الطالبة بكلية التجارة، جامعة القاهرة، والتي اتجهت إلى المكياج السينمائي، واتقنته بالفعل بمجرد اكتشافها لهذا النوع من الفن.
تنشر هبة أعمالها على حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"انستجرام": "السوشيال ميديا خلت الناس تسمع عني وعن شغلي، بس مفيش شك أن اللي بيحبوا أو بيفهموا النوع ده تحديدًا من الفن قليلين هنا في مصر".
شاركت هبة في فيلم مصري قصير يحمل اسم "متزرايم"، كما تذهب إلى بعض الفعاليات والحفلات في الهالوين لتضع للحاضرين هذا المكياج السينمائي: "السنة اللي فاتت في الهالوين روحت جيم وعملت للناس ميك أب وعجبهم جدًا، والسنة دي هبقى في حفلة في الجامعة الأمريكية".
وتستخدم هبة مواد معينة في وضع الميك أب السينمائي، منها مواد تستخدم في المكياج العادي مثل كريمات الأساس، ومنها مواد أخرى غذائية.
تتلقى هبة الدعم من أسرتها وأصدقائها باستمرار، "والدي ووالدتي بيدعموني دايمًا وهما اللي بيشترولي الأدوات، وأخويا دايمًا بيعجبه اللي أنا بعمله، دا غير أنه ساعدني في الفيلم اللي كنت مشاركة فيه ولما اتأخرت برا البيت في التصوير كان هو معايا مسابنيش، وأختي بقى هي الموديل بتاعتي أصلًا وهي اللي بتصورلي شغلي".
وتأمل هبة أن تصبح من مشاهير هذا المجال في المستقبل: "نفسي الناس تبتدي تعرف الفن ده وبيقى مألوف بالنسبة لهم، خاصة لأنه فعلًا زيه زي أي فن تاني، والعكس ممكن يكون ده أصعب حاجة دلوقتي، خاصة أن إحنا اللي بنعمل كل حاجة في من أول أغلب المواد اللي بنستخدمها لحد الميك أب نفسه".
