رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حكاية "وداد" مع آخر جلسة كيماوي: رقصت زي الطفلة

كتب: هبة وهدان -

11:38 م | الثلاثاء 22 أكتوبر 2019

وداد

وسط أوجاع مادة كاوية دامت لـ 6 أشهر جاءت أخيًرا لحظة التقاط الأنفاس مع الجرعة الـ 15 والتي ودعت معها "وداد" السيدة التونسية آخر جلسة كيماوي والتي لم تنسَ فرحتها حتى يومنا هذا.

وتصف السيدة الخمسينية لـ "هُن"، تلك الحظة بأنها كانت على موعد مع ولادة جديدة كانت تواجهها بمفردها مع "وحش الكيماوي"، حسب وصفها.

رغم الوجه الشاحب والرأس الخالي إلا من منابت الشعر، كانت "وداد" ترقص كالطفلة الصغيرة وكأنها ولدت للتو، فور علمها بموعد آخر جرعة وأنها استطاعت أن تقهر عدوها الوحيد: "كنت أتمنى يومها أن توجد أمي وزوجي حتى يشاركاني انتصاري الوحيد".

شعور بالسلام الداخلي والهدوء انتاب السيدة الأربعينية مع خروج الحقنة من الوريد جعلاها تصف مادة الكيماوى بـ"المرعبة".

جيران "وداد" وأولادها وأقاربها قدموا لها التهانى قبل آخر جلسة وكأنها عروس تودع العزوبية للأبد، حسب وصفها.

اكتشاف وداد للمرض جاء عقب وفاة زوجها مباشرة، بعد أن اكتشفت شيئاً غريباً فى صدرها، لكنها قررت أن تهمله حتى تلتفت لأولادها وظلت تحتفظ بالسرطان لمدة 3 سنوات: "أخذتنى الحياة مثلى مثل أى أم تونسية وعربية تسعى لتربية أولادها، وبعد ثلاث سنوات صحتى تدهورت والورم كبر، يومها أخذت برد جامد ذهبت إلى الطبيب وطلب منى فحوصات وأخبرنى أن عندى سرطان".

وتستكمل: "آه نسيت أنا قبل ما أروح للطبيب أخذت التحاليل وقرأتها وبعض الكلمات لم أفهمها ترجمتها من الهاتف وعرفت إن عندى سرطان وقلت له عارفة ومفيش داعى تحاول تخبى عليّا، أنا كبيرة ومسؤولة عن نفسى وانت عارف يا دكتور زوجى متوفى، فالحمد لله إنه ابتلانى فى بدنى ولم يبتلينى لا فى دينى ولا فى أولادى".

لم تكن أزمة "وداد" مع المرض، بل كيفية إبلاغ أولادها بالمعاناة الجديدة، فظلت تترجل على قدميها فى الطرقات لساعتين: "سافرت للعاصمة لأنى من الجنوب وليس لدينا مستشفيات جامعية وتركت قطعة منى هناك لكن لم أتأثر ولم أشعر بالنقص والآن هزمت الشيطان الأخرس".

وعن الدرس الذى تعلمته السيدة الأربعينية من معاناتها مع المرض قالت: "أعطانى الله قوة وصبراً وعزيمة وإصراراً على الانتصار على هذا العدو الخبيث، فبالإرادة وقوة الشخصية يستطيع كل مريض أن يتغلب على المرض اللعين والحمد لله استطعت أن أكتب معاناتى مع المرض فى قصة قصيرة أطلقت عليها "أنا أقوى من السرطان نشرت فى تونس وقريباً فى مصر".