متشابهان في الآراء والأفكار، اجتمعا على النضال من أجل حقوق الطبقات الفقيرة، أحدهما ذات أصول هندية والآخر فرنسية، نجحا بعلمهما في تطبيق تجارب حية للتحكم في مجال اقتصاد التنمية، فحصدا معاً جائزة نوبل للاقتصاد متفوقين بعلمهم وعملهم على كثير من المتنافسين على اللقب من شتى دول العالم. 

الاقتصاديان الأمريكيان أبهيجيت بانرجي وزوجتهه إيستر دوفلو، رائدان في مجال تجارب التحكم في مجال اقتصاد التنمية، فازا معاً بجائزة نوبل في العلوم الاقتصادية إلى جانب الأمريكي مايكل كريمر.

وحسبما أفادت لجنة الجائزة، فإن الباحثين استحقوا الجائزة عن أبحاثهم حول أفضل الطرق لمحاربة الفقر في العالم، وذلك عبر تقسيم هذه المشكلة إلى تساؤلات أصغر قابلة للإدارة بصورة أفضل، مثل التدخلات الأكثر فعالية لتحسين صحة الطفل.

إستر دوفلو هي اقتصادية فرنسية أمريكية، تشغل منصب أستاذة مكافحة الفقر واقتصاديات التنمية في قسم الاقتصاد بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، والمؤسس المشارك لمعمل عبد اللطيف جميل للتطبيقات العملية لمكافحة الفقر (J-PAL)، وهو مركز  تأسس في 2003 في قسم الاقتصاد التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وتوسع ليشمل أكثر من 150 أستاذا منتسبا من أكثر من 40 جامعة في جميع أنحاء العالم، وفقا للموقع الرسمي للمركز.

تهدف أعمالها البحثية إلى فهم الحياة الاقتصادية للفقراء بجميع نواحيها للمساعدة في وضع السياسات الاجتماعية وتقييمها، وعملت أيضاً في مجال الصحة والتعليم والإدراج المالي والبيئة والحوكمة، وذلك بعد حصولها على أولى درجاتها في التاريخ والاقتصاد منÉcole Normale Supérieure في باريس.

نالت الاقتصادية الأمريكية، أيضا درجة الدكتوراة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وحصلت على العديد من التكريمات الأكاديمية والجوائز، منها جائزة أميرة أستورياس للعلوم الاجتماعية، وجائزة A.SK للعلوم الاجتماعية، وجائزة إنفوسيس، وجائزة ديفيد ن. كرشو، وميدالية جون بيتس كلارك، ومنحة من مؤسسة ماك آرثر.

الدكتور أبهيجيت بانرجي، هو اقتصادي أمريكي من أصل هندي وهو أستاذ الاقتصاد في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وهو أيضا أحد المديرين المشاركين في مركز "عبداللطيف جميل" الشهير لمكافحة الفقر، واشترك الزوجان في تأليف كتاب اقتصاد الفقراء  "Poor Economics"، وهو كتاب يعمل على إعادة نظر شاملة في طريقة مكافحة الفقر العالمي، وفاز الكتاب بجائزة كتاب العام من "فاينانشال تايمز" ومجموعة "جولدمان ساكس"، أشهر المؤسسات المصرفية في الولايات المتحدة في 2011، وتُرجم الكتاب إلى 17 لغة.

خاض الزوجان على مدار نحو 15 عاما، تجارب شتى جعلت قصة حبهما وزواجها أقوى كثيرا، استندا في تاليف كتابهما على التجارب العالمية وعلى خبرتهما التي اكتسباها معاً من الأبحاث في بلدان تمتد من تشيلي إلى الهند، ومن كينيا إلى إندونيسيا، يقدمان خلاله صورة جديدة لسلوك الفقراء، واحتياجاتهم، وكيف يمكن أن تؤثر المساعدات والاستثمارات المالية على حياتهم.

يؤكد الكاتبان دائماً أن حياة الفقراء لا تشبه حياة الآخرين، فهي مليئة بالمغامرات الخطرة، وتفتقر إلى كثير من الأمان والمميزات التي تتوفر للأشخاص الأكثر حظاً في الحياة، وحسبما أوضحا في كتابهما فإن "ضغوط الفقر اليومية تحبط التفكير، وتقود غالباً إلى اتخاذ قرارات خاطئة".