رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

عطاء وإيثار ثم شهرة.. "ياسين وبيشوي" قصة صداقة بين طالبين بدأت بموقف إنساني

كتب: ندى نور -

09:46 م | الثلاثاء 08 أكتوبر 2019

ياسين وبيشوي يغرسان معنى العطاء بين الطلاب

"لن نقابل الله بما أخذنا.. بل بما أعطينا"، مقولة تحول بها الطفلين، بيشوي فيكتور، وياسين نصر، إلى أصدقاء، غرس والديهما حبهما للخير والعطاء فيهما، أسفر عن موقف تجسد فيه معنى التسامح بين الطلاب في المدارس، وهو ما فعله "ياسين" الطالب بالصف السادس الابتدائي، مع صديقه، بعد تنازله له عن مكانه لضعف نظره.

دون صراع على المكان، ورغم قصر قامة "ياسين"، واحتياجه إلى الجلوس في الصف الأول بالفصل، إلا أنه لم يفكر مجددا فيه، وانصرف إلى الصف الأخير تاركا المكان لصديقه "بيشوي".

"الناس بقت عطشانة للخير".. بهذه الجملة وضح فيكتور لويس، والد الطالب بيشوي، أسباب كتابته منشورا عبر فيس بوك، يفيد بما فعله الطالب ياسين مع نجله، مضيفا في أثناء حديثه لـ "هُن": "الناس محتاجين يشوفوا المواقف دي، علشان يعرفوا إن الخير لسه موجود، وإنه مش نادر، زي ما الناس فكرة".

يروي والد "بيشوي"، ما حدث مع نجله داخل إحدى مدارس اللغات، في أول يوم دراسي، حيث جلس "بيشوي" على أول ديسك، ولم ير حقيبة "ياسين" الموجودة، وعند حضور الأخير وجد الأول يجلس في مكانه، فاعتذر بيشوي لعدم رؤيته للحقيبة، وعندما همَّ لينتقل إلى مكان آخر، رفض ياسين، وقال له: "أنت لابس نضارة، خليك هنا أنت، أنا اللي هغير مكاني"، وبالفعل ذهب للجلوس على ديسك آخر في الفصل.

لم يتصارع الطالبان على المكان، كما هو متعارف عليه بين بعض الطلبة، وقال "بيشوي" عن ذلك: "فرحت أوي إن لسه في ناس كده، ورغم أن ابني كان في أشد حاجة للمكان، لكنه كان مستعد إنه يسيب المكان لزميله، مش زي ما بنشوف في بعض الأماكن، اللي يلحق يقعد الأول".

خلال 24 ساعة فقط من نشر والد "بيشوي"، القصة عبر فيس بوك، فوجىء بما يقرب من 40 ألف إعجاب بها، ليشعر الأب أن الأشخاص يشعرون أن الخير أصبح نادرا، وكان هدف "فيكتور"، من نشر هذه الواقعة، توصيل رسالة حب ومودة إلى "ياسين" ووالديه.

الطفل بيشوي: كنت فرحان أوي إن في ناس محترمة كده

لم يتخيل الطفل "بيشوي"، تصرف صديقه، وقال عن ذلك، لـ "هُن": "كنت فرحان أوي إن في ناس محترمة كده، أنا طول عمري مكنش حد بيقوم من مكانه علشان أقعد، رغم إن نظري ضعيف".

المواقف الإيجابية خير رسالة لتوصيل المودة والرحمة بين الناس، وكان والد "بيشوي"، كما ذكرت هبة فكري، والدة الطفل ياسين نصر، خير مثال على هذه المقولة بعد إصراره على تقديم الشكر لها ولزوجها على تربيتهما لنجلهما.

والدة الطفل ياسين: لازم نغرس العطاء في نفوس الأبناء

لم تندهش "هبة"، والدة الطفل "ياسين"، من موقف ابنها، إذ قالت: "ياسين طول عمره حنين، واتربى على العطاء، ولما جه حكالي الموقف، شجعته، معملتش زي بعض الأمهات وقلت ملكش دعوة بحد، والمفروض تقعد قُدَّام".

وتمنت أن يغرس الآباء، العطاء، في نفوس أبنائهم، حتى لا نرى المشاكل التي تحدث بين الطلاب في المدارس: "عندنا مشكلة بين الطلبة في المدارس إن فكرة العطاء والتسامح مبقتش موجودة، والعنف في المدارس انتشر بشكل كبير".