تمتلئ محاكم الأسرة بآلاف النزاعات العائلية، التي تنظر يوميا للفصل فيها، جاء بينها قصة عبير، التي لجأت للمحكمة لإقامة دعوى خلع ضد زوجها.

"جوزي قاعد في البيت على طول ومش راضي يشتغل وأنا ووالدته اللي بنشتغل ونصرف على البيت"، كانت هذه أولى كلمات "عبير.ص"، صاحبة الـ 28 عاما للأخصائية الاجتماعية، بمكتب تسوية المنازعات بمحكمة الأسرة في بندر كفر الشيخ، قبل طلبها رفع دعوى خلع ضد زوجها.

تعود القصة عندما تقدم زوج عبير لطلب يدها، وقال إنه يعمل بالنقاشة ويؤمن قوت يومه، لتصطدم بالواقع المرير الذي كان في انتظارها، فمنذ الشهر الأول للزواج، وهو يقيم بالمنزل، وكانت عبير تظنه إجازة بمناسبة زواجهما، الا أنها فوجئت بأن زوجها عاطل، ولا يستطيع تحمل أي عمل.

وبعد شهر عادت الزوجة إلى عملها وظل الزوج بالبيت، يغسل الأطباق والملابس ويرتب البيت، وهذا ما أثار غضب الزوجة، فهي لم تتزوج من أجل أن تذهب هي للعمل، في حين أن زوجها يظل بالمنزل يباشر الأعمال المنزلية، فالأدوار تبدلت تماما والراتب الذي تتقاضاه عبير لم يعد كافيا، وحدثت العديد من المشاكل بينهم وتدخلت والدته وعندما فشلت في محاولتها لإقناعه، في أن يبحث عن عمل وينفق على بيته، بدأت تساهم في مصروف البيت، من أجل إنقاذ البيت.

لذلك قررت عبير أن ترفع دعوى خلع ضد زوجها بعد زواج دام 7 أشهر، حاولت فيهم أن تساند زوجها وتشجعه أن يجد عملا، بل كانت هي أيضا تبحث له عن فرص العمل لكنه كان يعترض عليها ولم يقبلها، لذلك رفعت دعوى الخلع وفضلت أن تعيش بمفردها، بدلا من أن تعيش مع زوجها الذي تقمص شخصية "ست البيت".