حياة واحدة يعيشها الصغيران (ولد وبنت) تقاسما فيها التفاصيل المشتركة، من اللهو والذهاب إلى المدرسة، وقضاء أوقات ترفيهية، لم يختلفا في شيء، حتى عند مرورهما بحادث لم يفهما في البداية ملامحه، لكن الخوف وحده تسلل بداخلهما حينما استباح صاحب محل كانا يذهبان إليه لشراء الحلوى، لنفسه، أن يتحسس جسدهما بالقوة. 

التحرش الجنسي، هو الحادث الذي تعرض إليه الصغيرين، على يد صاحب محل مجاور لمنزلهما في منطقة هرم سيتي بمدينة السادس من أكتوبر، وبتكرر الأمر دون أن تدرك الطفلة معناه، دفعتها برائتها لتقص ما حدث لها ولشقيقها على والدتها.

الأم قررت الثأر لأبنائها، وتوجهت إلى صاحب المحل، لمواجهته بما فعله لهما، محاولة شفاء غليلها، حيث قامت بضربه، لكنه حاول التصدى إليها، فساعدتها إحدى المارة، ووثقت ذلك من خلال مقطع فيديو تداولته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليظهر في النهاية عدد آخر من الأطفال الضحايا. 

والد الطفلين- الذي تحفظ على ذكر اسمه، حرصًا على خصوصية صغيريه، روى لـ"الوطن"، تفاصيل ما حدث: "ابني وبنتي كانوا بيروحوا السوبر ماركت عشان يشتروا حاجات حلوة.. وكان بيدخلهم جوا بالعافية يتحرش بيهم.. العيال مكنوش فاهمين حاجة، وبيجروا منه".

شعور بالخوف كان ينتاب الصغار عند اقترابهم من "السوبر ماركت" حتى قررت الطفلة إخبار والدتها بما يحدث معها، فقررت الأمر مراقبة الأمر، إذ أرسلت طفليها لشراء الحلوى، وظلت تراقبهما من بعيد تراقب: "في المرة دي.. الولاد خرجوا بسرعة عشان كان في راجل تاني موجود".

تكرار الأمر لدى الطفلين، زاد الخوف في حياة الطفلة، التي دأبت على طلب نوم والدتها بجوارها، فكان هذا الأمر ضمن ما جال بخاطر الأمر عندما حاولت الاعتداء على صاحب المحل، وعن هذا قال زوجها: "هي مقدرتش تستحمل، راحت ضربته عشان البنت كمان ما تخفش، وتعرف تاخد حقها، كانت في واحدة معدية، ساعدتها، وصورتها فيديو".     

انتشار الفيديو عبر موقع "فيس بوك"، كان سببا في الكشف عن عدد آخر من الأطفال الذين وقعوا ضحية لهذا الرجل، ليذهب ذويهم سويًا ويحرروا محضرا ضد الرجل: "عملنا محضر بـ3 وقائع تحرش، رقمه 6607 وروحت مع الأطفال عملنا البلاغ ضده، وهو دلوقتي في النيابة العامة، وخد 4 أيام على ذمة التحقيق".

من جهته قال مصدر أمني إنه بناءً على محضر السيدة، تم ضبط المتهم صاحب السوبر ماركت، وابستجوابه نفى في محضر الشرطة اتهامه بالتحرش بالأطفال قائلًا: "كنت بطبطب عليهم".

وأضاف المصدر أنه تم عرض المتهم على النيابة، ولم يصدر قرارا بشأنه.