اكتشف بعض السيدات هوايتهن المفضلة بعد مرور سنوات من العمل الروتيني، وبعد استغراقهن فترة زمنية طويلة في مهنة لم تحقق لهم السعادة الكافية، فبحثن عن شغفهن المؤجل، الذي خرج بصور عديدة في إطار المشغولات اليدوية، سواء صنع حُلى وإكسسوار للبيت والزينة أو فن الكروشيه والتريكو وغيرها من الأشياء التي تفننوا في صنعها، وقاموا بالمشاركة بها فى معرض سوق ساقية الصاوي، الذي يقام في أول خميس وجمعة وسبت من كل شهر.

جلست نادية، الصيدلانية، وأمامها الكثير من الإكسسوارات التي صنعتها بيدها بالأحجار الكريمة، وبدأت تتفنن فيها بعد ترك عملها الذى استمر لمدة 36 عاماً، بعدها بدأت تبحث عن هوايتها المفضلة التي اكتشفتها في صنع الحُلي، حيث تُهادي صديقاتها به أكثر مما تبيع، مؤكدة أنها تقدم لهن 70% من شغلها وتترك النسبة المتبقية للبيع، لافتة إلى أنها غير مهتمة بالربح، وكل ما تبحث عنه سعادتها ورؤية إكسسوار من صنعها تتباهى به سيدة أخرى: "بفرح أوي وبعمل لهم أحلى حاجة".

نجلي نادية الذين يعملان فى مجال الهندسة، يشجعاها، وتحكي أنهما أحياناً يذهبان معها للمعارض، التي تُعد المتنفس الوحيد لإظهار أعمالها اليدوية التي اكتشفت موهبتها فيها بعد سنوات طويلة من العمل: "الأول ماكنتش فاضية أعرف أنا بحب إيه".

اختارت نادية هذه الهواية لحبها الشديد للإكسسوار، وبدأت تعلم نفسها بنفسها عبر مواقع الإنترنت، لا تجيد التسويق لنفسها ولا تفضل استخدام الـ"سوشيال ميديا" في الترويج لبضاعتها، وتكتفي بزيارة المعارض، التي تتيح لها فرصة التعرف على أناس جدد والحديث معهم: "ده بيبسطني أكتر ومش مهم الفلوس"، لا تبحث عن ربح فقد أنفقت كثيراً من نقودها على هذا المشروع من أجل سعادتها.

تبدأ أسعار السيدة الخمسينية من 10 جنيهات وحتى 300 جنيه، مؤكدة أن الخامات غالية جداً وعالية الجودة، وبالتالي لا يقدر على شرائها الجميع، خاصة أن الناس بدأت تكتفي بشراء أشيائها الأساسية متجاهلة الكماليات: "عشان كده مش مستنية أبيع كتير".

على مقربة منها تقف شيري فيكتور، المهندسة المعمارية، التي ابتكرت فكرة جديدة لديكور المنزل بأسعار مخفضة، وأدوات بسيطة تضفي جمالاً على المكان وفي الوقت نفسه يمكن استخدام تلك الأشياء في الحياة اليومية مثل صواني الأكل وأطباق الشاي ولوحات متنوعة تحل محل الديكور باهظ الثمن.

تطرح "شيرى" منتجاتها من 50 إلى 1500 جنيه، وهذا حسب الخامات التي تستخدمها، فتصنع تابلوهات من جذوع الشجر وتتفنن في عمل أدوات تستخدمها ربة المنزل، وفي الوقت نفسه تعطي منظراً جمالياً للمكان، وترى أن مشاركتها في سوق الساقية فرصة جيدة لتقديم أفكارها للناس، رغم عدم فهم البعض لطبيعة منتجاتها، وقلة البيع: "لكن اللي فهم اللي بعمله قدره جداً".